من نحن | اتصل بنا | الأحد 10 أغسطس 2025 09:09 مساءً

ثقافة وفنون

فيلم "رأس السنة".. هل كان حقا يستحق المنع؟

الاثنين 10 فبراير 2020 01:24 صباحاً

بعد الإعلان عن موعد عرض الفيلم العربي "رأس السنة" في مارس/آذار من العام الماضي وبدء الدعاية الترويجية له، تراجعت الرقابة عن منحه تصريحا بالعرض، في خطوة غامضة أثارت علامات استفهام كثيرة حول الفيلم، خصوصا مع تصريحات صحفية لرئيس الرقابة على المصنفات الفنية خالد عبد الجليل، أكد فيها عدم وجود أي مشاكل بخصوص الفيلم.

ورغم ذلك، ظل الفيلم حبيسا في الأدراج قرابة العام، قبل أن تفرج عنه الأجهزة الرقابية مؤخرا، ويبدأ عرضه تجاريا في مصر الأربعاء 5 فبراير/شباط الجاري.

مشاكل الطبقة الغنية
يستعرض الفيلم مشاكل الطبقة الاجتماعية الثرية، حيث ينظم عدد من الشباب حفلا في قرية ساحلية للاحتفال بليلة رأس السنة، لنرى من خلالهم علاقاتهم المضطربة مع بعضهم وأسرهم وأصدقائهم.

يأخذ تاجر المخدرات (إياد نصار) شابا (أحمد مالك) في جولة للبحث عن المخدرات، ويؤمن الأول أن الطبقة الغنية بحاجة إلى الطبقة الفقيرة لتخدمها، والثاني يقدم نفسه لرجال الأمن في القرية السياحية على أنه نجل أحد كبار المسؤولين في البلد، وهو يكرر ذلك أكثر من مرة لحل أي عقبة تعترض طريقه.

في نفس الوقت، لدينا سيدة ثرية تريد أن تهدي صديقتها في عيد ميلادها هدية خاصة جدا، فتأتيها بشاب وسيم متخصص في التدليك، وسط تلميحات بأن مهمته قد لا تكون مقتصرة على التدليك، بينما الشاب مصرّ على أنه يقوم "بالتدليك فقط"، وعندما تبدأ الفتاة جلستها تكشف لنا عن قصة زواجها وطلاقها، لتكون مدخلنا نحو علاقاتها المضطربة مع طليقها وأسرتها.

من الجنس والمخدرات إلى الظلم الطبقي، حيث يكتشف الشاب الثري اختفاء مبلغ من المال كان في حوزته، فلا يكون أمامه سوى تفتيش غرفة الخادم الذي يعمل لدى أسرته منذ سنين طويلة، ليجد لديه مبلغا ماليا أقل، وتستدعي صديقته الشرطة قبل أن يكشف الفيلم أن والد الشاب الثري هو من أعطى الخادم هذا المبلغ لمساعدته على تزويج نجله.

يمكن تلخيص مشكلة الفيلم في تقديمه شباب الطبقة الغنية في صورة لا تخرج عن شرب الخمور وتعاطي المخدرات وتبادل القبلات، ففي أحد مشاهد الفيلم يدخل أحد الأبطال باحثا عن فتاة، ليمرّ في طريقه بعدد من أبطال الفيلم، فنرى منهم واحدة تتقيأ في إشارة إلى معاناتها بعد شرب الخمر، وشابا يقف وسط أصدقائه يقبّل فتاة، وشابا آخر يطلب طلبا غامضا من فتاتين.

إذا أراد المشاهد أن يخرج بجملة مفيدة بعد مشاهدة الفيلم، فلا شك أن الفيلم يقدم رسالة شديدة السلبية تجاه الطبقتين الثرية والفقيرة، بين طبقة عليا يعيش شبابها بين المخدرات والعلاقات الجنسية، وطبقة أدنى تقدم المخدرات للطبقة الأعلى أو تخدمها أو تتعرض لظلمها.

هل استحق المنع؟
لدينا إذن هذا المزيج من حشد الجنس والمخدرات وعلاقات الأثرياء بالفقراء في ليلة واحدة، ولا يبدو كل ذلك جديدا على السينما المصرية حتى يكون مبررا كافيا لمنع الفيلم لنحو عام، لكن بالنظر للمحاذير الرقابية التي فرضتها لجنة الدراما في مصر العام الماضي، والاتجاه السياسي بصفة عامة لسيطرة أجهزة الدولة على الإنتاج الدرامي أو السينمائي، يمكننا تفهم أسباب المنع.

قبل ربع قرن من الزمن، قدم لنا المخرج عاطف الطيب فيلمه "ليلة ساخنة"، من بطولة نور الشريف ولبلبة، عن سائق أجرة يحاول تدبير مصاريف عملية جراحية لحماته، يلتقي في ليلة رأس السنة بفتاة ليل تم خداعها وسرقتها.

ينطلق السائق "الجدع" في شوارع قاهرة التسعينيات، في مغامرة مثيرة مع الفتاة التي قابلها بالصدفة ليرد لها حقها المسلوب، وتتوالى سلسلة من المغامرات المثيرة التي تحبس أنفاس المشاهد، وتنتهي بقصة حب وليدة.

لم يتعلم صناع "رأس السنة" من فيلم عاطف الطيب، فلم يقدموا فيلما مشوقا مثيرا، ولم نرَ علاقة إنسانية تتطور بين أبطاله، ولم نتعاطف مع أبطاله كما فعلنا مع نور الشريف ولبلبة، بل جعلنا الفيلم نشعر بالاستنكار حينا أو الدهشة حينا، ونحن نرى طبقة اجتماعية كاملة يتم تقديمها بصورة نمطية مبالغ فيها بين المحرمات والشهوات. 

يبدو نمط تقديم مجموعة من الشخصيات في يوم واحد من الأنماط المفضلة في السينما المصرية، وإن كان من أشهر أفلامه: "بين السماء والأرض" لصلاح أبو سيف، و"واحد صفر" لكاملة أبو ذكري، و"ساعة ونصف" لوائل إحسان، و"المنسي" لشريف عرفة.

 

.

 
المزيد في ثقافة وفنون
  كتب / أكرم الحاج   في أمسية تلفزيونية استثنائية، أطلت علينا قناة السعيدة الفضائية عبر حلقة من الجزء الثاني من برنامج "بودكاست النجوم"، استضافت خلالها أحد أبرز
المزيد ...
تألقت المطربة اللبنانية أليسا في أمسية فنية استثنائية ضمن فعاليات «موسم جدة 2025»، برفقة مواطنها وائل جسار، الجمعة، على مسرح «عبادي الجوهر أرينا» بحفل
المزيد ...
    فتحي أبو النصر    طبعا في الزمن اليمني المثقل بالمحرمات وبقوالب الجاهزية الأخلاقية والاجتماعية، تطل هديل مانع كمشهد حي للجدل، وكأنها تعكس الصراع
المزيد ...
      شهد مركز التعليم المدني بحي الزمالك انعقاد ملتقى هُنَّ الحكاية في نسخته الرابعة، وذلك تحت إشراف الدكتورة سارة هاشم رئيسة الملتقى وتناول الملتقى
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
    عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي
.   فرحان المنتصر    استوقفتني فكرة كتبها أحدهم اليوم في فيسبوك، مضمونها مطالبة الحكومة بإصدار عملة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025