من نحن | اتصل بنا | الأحد 10 أغسطس 2025 09:09 مساءً

ثقافة وفنون

"العدوى".. فيلم تنبأ بفيروس كورونا قبل 9 سنوات

الاثنين 10 فبراير 2020 01:13 صباحاً

كثيرا ما تنبأت السينما بحروب وكوارث طبيعية أو اختراعات بشرية، وفي ظل تفشي وباء كورونا في الصين وانتشاره منها للعديد من دول العالم نستعيد فيلم "العدوى" (contagion) الذي عرض لأول مرة عام 2011 للمخرج الأميركي ستيفن سودربيرغ، وبطولة كل من مات ديمون وكيت وينسلت وماريون كوتيار.

الفوضى القاتلة
يدور الفيلم حول الثيمة الأميركية الشهيرة التي تحذر من فناء البشرية بسبب انتشار عدوى مرض غير معروف، يبدأ الفيلم بمسح للتعداد السكاني في مدن عدة من دول العالم، مع لقطات لأشخاص يبدو عليهم التعب، ثم يموتون فجأة بعد تزايد حدة الأعراض الشبيهة بأعراض مرض الإنفلونزا، ومع انتشار الوباء عالميا يبدأ المتخصصون في تتبع مصادر الفيروس، ليعرفوا أنه انتقل من سيدة أميركية كانت في زيارة لمدينة هونغ كونغ.

يرصد الفيلم اللحظات الإنسانية خلف الأحداث المرضية الكارثية، والعلاقات بين الأب وابنته وكيف يحاول حمايتها بأكثر الطرق شراسة، ويعرض من خلال اللقطات القريبة كيف تتحول الأنشطة اليومية العادية مثل الطعام والشراب والمصافحة إلى أنشطة قاتلة يمكن أن تنقل العدوى، ومشاعر كل شخص عندما يشعر أنه مريض محتمل.

كما يصور الفيلم أحداث الفوضى التي يمكن أن تحدث نتيجة انتشار الوباء عالميا عندما تقل الموارد والأدوية والغذاء، ويتحول البشر إلى أشخاص بدائيين لا يهتمون بتنفيذ القانون أو القواعد، ويبقى اهتمامهم الأول هو الطعام والشراب والحصول على جرعات الدواء حتى لو على حساب بعضهم بعضا.

استثمارات سوداء
يبدو أداء الممثلين في الفيلم شديد الواقعية، خاصة مع تصوير بعض مشاهد الفيلم تحت إشراف منظمة الصحة العالمية في أتلانتا، واستعانة سودربيرغ بآراء العلماء والأطباء بشأن مراحل تطور الفيروسات، والحقائق العلمية التي تخص عملية نموها، وصناعة الأمصال الخاصة بها، والتفاصيل الخاصة بالوقاية ومنع انتشار المرض.

ومع مرور الأيام، يكتشف العلماء المزيد عن المرض ويحاولون صنع مصل مضاد له، خاصة مع ارتفاع عدد الضحايا لأكثر من 70 مليون شخص حول العالم.

في مرحلة صناعة الأمصال يتناول الفيلم تلك الاستثمارات القاتلة والمكاسب والأطماع التي تحاول استغلال موت وفناء البشر، وحاجتهم إلى العلاج للترويج لمنتجاتهم العلاجية غير الفعالة، لجني ثروات كبيرة من وراء فزع البشر من الفيروس.

من أهم مشاهد الفيلم مشهد خطف الطبيبة ماريون كوتيار مبعوثة منظمة الصحة العالمية من قبل طبيب صيني ضرب المرض قريته ولم يتبق منها سوى 100 شخص، أغلبهم من الأطفال، ليضغط على المنظمة لتمده بالمصل.

تلك الحكاية الفرعية توضح أن الدول والحكومات لا تعامل البشر كلهم سواء، لكن يبقى دائما بشر يتمتعون بمزايا أكثر من بشر آخرين، فالطبيب الصيني لم يجد طريقة للحصول على المصل لأطفال قريته سوى بخطف الطبيبة الأميركية لتضعهم منظمة الصحة العالمية كما قال "في مقدمة صف الحاصلين على المصل"، وتتأكد وجهة نظره غير الإنسانية للمنظمة عندما نكتشف أن الأمصال التي أرسلتها المنظمة إلى القرية الصينية أمصال وهمية من أجل إنقاذ الطبيبة الأميركية فحسب.

وعلى الرغم من ظهور نماذج شريرة في الفيلم سواء أطباء غير إنسانيين أو جهات لا تفكر سوى في الاستثمارات، أو الصحفي الذي يحاول بث الرعب في نفوس الجماهير لصالح شركات الأدوية فإننا نجد الطبيب الذي كسر كل القواعد الطبية ليعالج أكبر قدر من الناس، وابنته الباحثة التي لا تتردد في تجربة المصل على نفسها لتتأكد من فعاليته قبل توزيعه على الجماهير.

بداية الوباء
مع استمرار التحريات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية يبدأ الأمر بالتكشف، لنعرف أن بداية المرض ظهرت بسبب خفاش نقل المرض إلى خنزير في إحدى المزارع، فأصبح الخنزير حاملا للمرض، ثم قام أحد طباخي المطاعم بطبخ لحم الخنزير، وصادف أن صافح الطباخ السيدة الأميركية دون أن يغسل يديه بالماء والصابون، ومن هنا بدأ الوباء في الانتشار.ربما إذا شاهدنا الفيلم في وقت عرضه الأول عام 2011 فلن ننظر إليه إلا كفيلم متقن يتعرض لثيمة شهيرة من ثيمات سينما هوليود، لكن عند مشاهدة الفيلم في وقتنا الراهن، ومع انتشار فيروس كورونا من مدينة ووهان الصينية نتيجة وجود الخفافيش والخنازير ضمن طعام أهل المدينة نتساءل: كيف يمكن أن تتنبأ السينما بالأحداث بكل تلك الدقة؟

 

.

 
المزيد في ثقافة وفنون
  كتب / أكرم الحاج   في أمسية تلفزيونية استثنائية، أطلت علينا قناة السعيدة الفضائية عبر حلقة من الجزء الثاني من برنامج "بودكاست النجوم"، استضافت خلالها أحد أبرز
المزيد ...
تألقت المطربة اللبنانية أليسا في أمسية فنية استثنائية ضمن فعاليات «موسم جدة 2025»، برفقة مواطنها وائل جسار، الجمعة، على مسرح «عبادي الجوهر أرينا» بحفل
المزيد ...
    فتحي أبو النصر    طبعا في الزمن اليمني المثقل بالمحرمات وبقوالب الجاهزية الأخلاقية والاجتماعية، تطل هديل مانع كمشهد حي للجدل، وكأنها تعكس الصراع
المزيد ...
      شهد مركز التعليم المدني بحي الزمالك انعقاد ملتقى هُنَّ الحكاية في نسخته الرابعة، وذلك تحت إشراف الدكتورة سارة هاشم رئيسة الملتقى وتناول الملتقى
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
    عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي
.   فرحان المنتصر    استوقفتني فكرة كتبها أحدهم اليوم في فيسبوك، مضمونها مطالبة الحكومة بإصدار عملة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025