من نحن | اتصل بنا | الجمعة 15 أغسطس 2025 08:25 مساءً

اخبار وتقارير

امرأة تصرخ بشوارع بيروت: "اغتصبت".. ما كانت ردود الفعل؟

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 08:50 صباحاً
 (CNN) -- "لقد اُغتصبت"، بهذه العبارة تصرخ منال عيسى، وهي تتخبط في أحد شوارع بيروت.
 
يتجمع حشد من الناس حول المرأة التي تبدو مرتبكة ومحمومة. بعض الناس يشجعونها على أن تبقى هادئة، فيما البعض الآخر يوبخها على ارتداء تنورة قصيرة، وأحد الرجال يتهمها بأنها مدمنة على المخدرات.
 
منال هي ممثلة في تجربة اجتماعية نظمتها مؤسسة "أبعاد"- مركز الموارد للمساواة بين الجنسين في لبنان، الشهر الماضي.
 
 
ويقول الناشطون إن الهدف من التجربة، وهي جزء من حملة دامت أسبوعاً حملت عنوان  #ShameOnWho ، أو "مين الفلتان" كان كشف الوصمة المرتبطة بضحايا الاغتصاب.
 
وتقول مديرة مؤسسة "أبعاد" غيدا عناني: "بشكل عام، يظن الناس أنّها هي الشخصية اللينة، والتي يجب لومها، ومحاسبتها"، موضحة: "نحن نحاول تشجيع النساء الناجيات من الاغتصاب على التحدث، للخروج من دائرة وثقافة إلقاء اللوم على الضحية".
 
ورغم التحركات المتضافرة للمجتمع المدني اللبناني بهدف التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي، إلا أن المشكلة آخذة في التزايد. وفي العام 1994، أشارت نسبة 30% من النساء في لبنان إلى أنهن تعرضن لشكل من أشكال العنف، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة. واليوم، يقترب هذا الرقم إلى نسبة 60 ٪، وفقا لبيانات جمعتها "أبعاد" من مختلف الوزارات، والشرطة، وتقارير الإعلام.
 
ومن غير الواضح، ما إذا كانت الزيادة في هذه الشكاوى ناجمة عن استعداد أكبر للإبلاغ عن العنف، أو ارتفاع فعلي في عدد الاعتداءات أو مجرد مزيج من الاثنين معاً، بحسب عناني.
 
لكن، النشطاء دفعوا بقوة ضد هذا الاتجاه، ويستمر هؤلاء بالضغط على الحكومة اللبنانية لإصدار تشريعات لحماية النساء.
 
وفي العام 2014، أقر البرلمان اللبناني أول قانون يجرم العنف المنزلي. ومن ثم في العام 2017، ألغت ثغرة قانونية برأت المغتصبين الذين يتزوجون من ضحاياهم. ومع ذلك، فإن قانون العقوبات اللبناني، ما زال أمامه الكثير، وخصوصاً أنه لا يُوجد حد أدنى للسن القانونية للزواج في البلد، فيما يبقى الاغتصاب الزوجي أمراً قانونياً.
 
وفي خمسة مواقع في بيروت، رسم فنانون متطوعون مع مؤسسة "أبعاد" جداريات سوداء وبيضاء لأوجه المغتصبين، مرسومة من ذكريات الناجين.
 
وتقول عناني: "هؤلاء مطلوبون"، لافتة إلى أن "اليوم، يجب أن يُسلط الضوء على الأشخاص الذين يقومون بهذا النوع من السلوك، وليس اللواتي يخضعن له".
 
رغم أن الناجيات لسن بعد مستعدات للخروج من الظل، إلا أنهن تتحدثن من خلال الفنانين والنشطاء، وذلك من خلال عرض مسرحي وثائقي يحمل اسم الحملة ذاتها "مين الفلتان"، ويرتكز على مقابلات مسجلة أجرتها منظمة "أبعاد" مع ناجيات من الاغتصاب، في مركز "زيكو هاوس" الثقافي في بيروت. 
 
وكانت امرأة عرّفت عن نفسها باسم ريهام، قد سجلت قصتها في مقابلة، وذلك بعدما تعرضت للاعتداء الجنسي مراراً من قبل شقيقها الأكبر بين سن الثامنة والثامنة والعشرين. وعندما تكلمت أخيراً، وصفتها أمها بـ "الكذابة".
 
ما سجلته ريهام، تستمع إليه الممثلة هبة سليمان التي تجلس على كرسي في غرفة بأثاث متواضع، مع إعادة لحظة المواجهة بين الأم وابنتها: "لن أتمكن من إخبارك كيف مزقت غطاء رأسي، وكيف مزقت ثيابي وفتشتني من الرأس حتى أخمص القدمين بينما كانت تضربني وتوجه الإهانات لي مراراً وتكراراً. وعندما انتهى الأمر، قلت: هل حصلت على ما تريدين؟... حملت ملابسي الممزقة وبكيت، وصرخت، وصرخت، وصرخت، ولم يسمعني أحد".
 
تشير سليمان إلى أن الكثير من الناس الذين ينتقلون من غرفة إلى أخرى في "زيكو هاوس"، قد دفعهم الاستماع إلى قصص الناجيات للبكاء، بينما خرج البعض الآخر قبل انتهاء العرض.
 
وفي هذا السياق، تُوضح سليمان: "ليس لدينا مساحة كافية لقول هذه القصص في الكثير من الأحيان. نسمع هذه القصص على فيسبوك، أو على التلفزيون، ولكننا لا نواجه هؤلاء الناس في حياتنا."
 
لكن، المجتمع المدني في لبنان يبدو مصمماً على إعطاء المرأة منصة أكبر، ومكافحة الممارسات الاجتماعية التي يُنظر إليها على أنها ذات طابع جنسي.
 
وخلال الشهر الماضي، ناشد نشطاء حقوق المرأة مقاطعة قناة "MTV" اللبنانية، بعد أن بثت مقابلة مع محمد النحيلي، الزوج القاتل لمنال عاصي البالغة من العمر 33 عاماً، في برنامج حول السجناء اللبنانيين حمل عنوان "عاطل عن الحرية". وانتقد الناشطون ما قالوا إنه تصوير متعاطف بشكل مفرط مع الرجل الذي ضرب عاصي حتى الموت. وفي المقابلة التي أجراها، قال نحيلي إنه "نادم" على جريمة القتل في عام 2014 ويتوق إلى "العودة إلى الوراء حتى لا يقوم (هو) ولا منال بالخطأ".
 
كما تضمنت الحلقة أيضاً ممثلة تصور منال من وراء القبر، تحث المنظمات غير الربحية والمحامين على "التوقف عن التحدث نيابة عنها"، لتقترح أنه كان بالإمكان تجنب القتل لو أنها هي ومحمد فقط "تحدثا عن مشاعرهما".
 
وعلّقت مجموعة حقوق المرأة "كفى" على "فيسبوك" بإشارة إلى الحلقة التي بثتها قناة "MTV" بعبارة: "من الواضح بلا شك أن الهدف من هذه الحلقة،  مهما كان النفي، هو تبرير القتل من خلال تركيز المقابلة على حالة الغضب التي كانت تسيطر على محمد النحيلي". وأضافت: "لُخصت القضية كجريمة يتحمل فيها الطرفان مسؤولية متساوية".
 
من جهتها، قالت قناة "MTV" إنها عاملت النحيلي بالطريقة ذاتها التي عاملت فيها السجناء الآخرين، في برنامج "عاطل عن الحرية". وقال مقدم البرنامج سمير يوسف لـ CNN إن "البرنامج أتاح الفرصة لقاتل منال عاصي، بالتكلم بالطريقة ذاتها، كما الفرصة التي قدمت لـ90 سجيناً قبله. وقد قدموا جميعًا الأسباب والظروف التي أدت بهم إلى ارتكاب الجرائم المختلفة ، بما في ذلك الجرائم العائلية."
 

.

 
المزيد في اخبار وتقارير
  شدد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي اليوم الأربعاء، على أن قرار الحكومة بشأن حصر السلاح حاسم ونهائي. وأكد عبر X، ألا عودة إلى الوراء في هذا القرار. وتابع أن قرار
المزيد ...
   العازبات في سويسرا لا يحق لهن الانتفاع من عملية التبرع بالحيوانات المنوية، بموجب القانون. Keystone في سويسرا، يحرم القانون النساء العازبات من الانتفاع من عملية
المزيد ...
    دبي 25 يوليو 2025   في خطوة تعكس تنامي الدور القيادي لدولة الإمارات على خارطة الرياضات القتالية العالمية، أعلن الشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس
المزيد ...
تستضيف محافظة جدة، الخميس المقبل، حفلًا غنائيًا يجمع المطربين اللبنانيين إليسا ووائل جسار، وذلك على مسرح عبادي الجوهر أرينا، ضمن فعاليات موسم جدة 2025، بتنظيم من
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    المتابع والمتأمل الجيد للمشهد الاقتصادي في عدن والمناطق المحررة يدرك أن الأوضاع التي نشكر عليها
    في البداية تخوف الجميع من أي ارتداد قد يحدث في سعر صرف العملة المحلية، في ظل عدم نشر خطة إصلاحات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025