من نحن | اتصل بنا | الخميس 10 يوليو 2025 12:18 مساءً

الأخبار

"عروس البحر الأحمر" اليمنية لم تعد "عروساً".. الحديدة "بلا كهرباء" بؤس الحياة وصيف "قاتل"

السبت 28 مايو 2016 09:53 صباحاً

من عفاف الأباره

عروس "البحر الأحمر" محافظة الحديدة، غربي اليمن، لم تعد "عروساً" فهي واحدة من أشد فصول المعاناة اليمنية في هذه المحافظة الساحلية ففيها يسكن قرابة 3 ملايين نسمة يواجهون جميعهم بؤس الحياة وجحيم الحر الذي لايرحم.

فقامت الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من عام أوضاع ملايين اليمنيين لكنها كانت أشد وطأة على سكان المحافظات الساحلية غربي وجنوبي البلاد، بسبب انقطاع الطاقة الكهربائية وتعطل مئات الآلاف عن أعمالهم.

ومنذُ اجتياح جماعة الحوثي للمدن اليمنية  في 21 سبتمبر عام 2015 كانت الحديدة أحد أهدافهم والتي تحولت من منطقة سياحية إلى مكان واسع للأنين والمرض وانتشار الأوبئة القاتلة بسبب الانقطاع الكامل لكل مقومات الحياة فيها.

ومع دخول فصل الصيف زادت معاناة المواطنين بسبب درجة الحرارة التي تبلغ في أحيانا كثيرة 45 درجة مئوية لتتحول حياة الناس في منازلهم ومحلاتهم ومستشفياتهم إلى أكثر بؤسا وآلاما فلا تسمع إلى بكاء الأطفال وأنين المرضى وحشرجات الدعوات على من تسبب في تعذيبهم الجماعي بلا هوادة.

وللمعاناة في الحديدة فصول كثيرة وأنواع شتى لا تحصى فالمرضي يموتون بسبب نقص الدواء او قل الهواء او الوضع المادي والمستشفيات أنذرت بقرب إغلاقها بسبب الأزمات التي تواجهها والموت يطرق أبواب المصابين بأمراض الكلى والسرطان وغيرها من الأمراض الخبيثة بسبب انعدام الأدوية التي تنقذهم حشرجات الموت.

حاولت شبكة "يمن مونيتور" أن تنقل بعضا من تلك الفصول المأساوية التي تعايشها المدينة لكي تسهم في نقل ما تعانيه من كوارث إنسانية والتي ستظل عارا في وجه العالم الأجمع.

تعيش أشد الأوضاع الإنسانية

التقت شبكة "يمن مونيتور" بأستاذة علم النفس في جامعة الحديدة "رندا حمزة" والتي بدورها أكدت أن الحديدة تعيش ما يقارب السنة أشد الأوضاع الإنسانية.

وأوضحت "حمزة" أن العشرات من سكان الحديدة في المدينة والأرياف يموتون بسبب حمى الضنك المنتشرة والمواطنون لا يستطيعون شراء الأدوية بسبب انقطاعهم عن أعمالهم مع  الحرب.

وأضافت أن الكثير فقدوا أعمالهم بسبب التخلي عن الكثير من العمال في المصانع والشركات وفقدان الكثير لمصادر دخلهم الخاصة مثل سائقي باصات الأجرة الشخصي او الباعة المتجولين لاعتمادهم على الغاز والمشتقات النفطية في عملهم، مع العلم ان نسبة كبيرة من المواطنين في الحديدة يقتاتون على هذه الأشغال.

وكشفت أستاذة علم النفس أن الكثير من الأسر منعت أبناءها من مواصلة  الدراسة هذا العام بسبب عدم وجود مصادر دخل تعينهم على الدراسة،  واغلب وفيات حمى الضنك بسبب عدم تلقي العلاج اللازم.

وذكرت "رندا حمزة" أن الانقطاع المتواصل للكهرباء تسبب في حالات اختناق وسكتات قلبية بشكل كبير مع بداية دخول الصيف.

وأكدت ان معظم سكان الحديدة لا يملكون الدخل الكافي لشراء طاقة شمسية او مواطير وتوفير الديزل او البترول لذلك تراهم متوسدين الشوارع ليلا ليناموا.

وضع المستشفيات كارثي

وأفادت أن الوضع في المستشفيات والمراكز الصحية أصبح في حالة يرثى لها مشيرة إلى مستشفى الثورة العام مقطوعة عنه الكهرباء.

وأكدت أن العمليات تجرى فيه من دون كهرباء ونزلاء قسم الحروق يموتون باليوم ألف مرة بسبب عدم وجود أي ملطفات للجو في مكان للتخفيف عنهم.

وعن معاناة مركز الغسيل الكلوي أكدت أنه في حالة يدمي القلب بسبب انقطاع الكهرباء عنة لساعات طويلة تتأخر حالات الغسيل الكلوي مما يفاقم من سوء حالات المريض.

الحوثيون سبب معاناة المدينة

ويؤكد الناشط والصحفي مصعب عفيف أن السبب الرئيسي لكارثة الحديدة الصحية انقطاع الكهرباء منذُ حوالي 10 أشهر.

وقال "عفيف" في تصريحات لصحيفة "يمن مونيتور" ان سفينة المازوت لازالت ترسو بميناء الحديدة وترفض التفريغ حتى تتسلم قيمتها من الحوثيين عبر البنك والمالية مشيرا إلى انهم يتهربون من سداد قيمتها.

وأكد أن محافظ المحافظة "حسن الهيج" يجري جهودا كبيرة لكنة يصطدم بعدم مبالاة الحوثيين.

وأفاد ان البدائل التي لجأ إليها المواطنين داخل المدينة مثل الطاقة الشمسية لم تقيهم من شدة الحرارة لأن أجهز التكييف تحتاج إلى مولدات كهربائية.

وأوضح "عفيف" أن لجوء الناس إلى النوم في الطرقات والأرصفة القريبة من منازلهم بحثا عن الهواء عرضهم لهجمات البعوض الناقل لأوبئة حمى الضنك والملاريا وأصبحت مستشفيات المدينة تعج بالمرضى خصوصا الأطفال.

وعن المستشفيات داخل المدينة أكد "عفيف" إن نظام الخط الساخن كان يساعد كثيرا في تشغيل مستشفيات المدينة الحكومية والخاصة ومركز الغسيل.

وكشف "عفيف" عن قيام الحوثيين بالمتاجرة بالنظام وبيعة بملايين الريالات لبعض منازل التجار والشركات مما أدى إلى انقطاعه عن مستشفى الثورة ومركز الغسيل الكلوي.

براءة ذمة

وكانت هيئة مستشفى الثورة العام قد وجهت نداء مناشدة لمحافظ المحافظة "حسن الهيج" بشأن المخاطر التي تهدد الهيئة وتنذر بتوقف العمل في المستشفى نتيجة انقطاع الخط الساخن.

وقالت الهيئة في بيان لها حصل "يمن مونيتور" على نسخة منه انها عاجزة عن مواصلة شراء مادة الديزل حيث يبلغ إجمالي ما تستغرقه المولدات من الكمية يوميا 2500"لتر ناهيك عن عجز المولدات وتعرضها للتوقف بسبب كثر ساعات العمل عليها وحاجتها للصيانة بمبالغ طائلة كونها مولدات إسعافيه لتغطية عجز الطاقة أوقات محدودة ولبس مخصصة لتوليد طاقة كهربائية على مدار الساعة.

وأكدت الهيئة أنها قد بذلت قصارى جهدها ومازلنا في سبيل استمرار العمل بالهيئة وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين إلا أن الأزمة أكبر من طاقتنا وتفوق إمكانياتنا.

وأوضحت الهيئة في نداءها للمحافظ المحافظة أن صمود المستشفى مسؤولية الجميع باعتباره المؤسسة الطبية الأكبر على مستوى المحافظة ولكي نخلي مسؤوليتنا أمام الله وأمامكم في حال توقف العمل وبراءة للذمة فإننا نرفع إليكم هذا النداء باعتباركم المسؤول الأول عن مؤسسات الدولة في المحافظة.

 

.

 
روابط ذات علاقة
المزيد في الأخبار
عدن-علي الحسني  نعت حركة النهضة للتغيير السلمي، صباح اليوم الخميس 10 يوليو 2025م، القيادي البارز في صفوفها الدكتور نصر الدين صالح المقرحي الجعدني، عضو مجلس شورى
المزيد ...
الرئيسة التنفيذية لمنظمة "يمن إيد" سمر اليافعي، تخاطب مجلس الأمن الدولي: "شعبي لا يحتاج إلى كلمات تعاطف، بل إلى شراكة تعيد إليه كرامته." نيويورك – خاص  في جلسة
المزيد ...
        اختتمت دائرة الخدمات الطبية والخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، فعاليات المخيم الطبي المجاني الثاني لعمليات تصحيح
المزيد ...
  إذا كنت من مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً برنامج «تشات جي بي تي» المملوك لشركة «أوبن إيه آي»، يُنصح بألا تسأله عن بعض الأمور، بحسب ما أفاد
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
جهاد عوض
خدمات ضعيفة وأسعار باهظة في مرافقنا الصحية     تعاني وتشهد جميع مستشفيات الحكومية والعامة، إهمالًا
ماجد الطياشي
  • فشلت مليشا الحوثي خلال العشر السنوات الماضية من نشر التشيع في محافظة ريمة بمديرياتها الست وربما
د.ياسين سعيد نعمان
الضبع حيوان شرس ، وهو أبشع حيوان من بين كل الحيوانات المفترسة . الضبع هو الوحيد الذي يأكل الجيف ويتحرك في
فرحان المنتصر
لا قيمة للقرارات ما لم نلمسها ونشعر بها في واقع الحياة.  الشعب يدرك حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها
وضاح الشرفي
    تدرك رئاسة الحكومة ومجلس الوزراء حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن مع الأزمات الخانقة في
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025