تصارع القوى النافذة في عدن يلقي بظلاله على المواطنين

ألقى تصارع القوى السياسية والنافذة باليمن بظلاله على المواطنين في مدينة عدن الساحلية العاصمة المؤقتة، لاسيما في الخدمات الأساسية التي باتت تستخدم كسلاح جديد يضاهي الأسلحة العسكرية الفتاكة.
تعيش مدينة عدن منذ يومين أوضاع كارثية في خدمة الكهرباء التي تعتبر أحد أهم الخدمات الضرورية في المدينة الساحلية التي تشهد حر شديد ورطوبة عالية في فصل الصيف، في ظل صمت حكومة مطبق تجاه هذه الأحداث التي أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وباتت تهدد بكارثة إنسانية.
قطع التيار الكهربائي في عدن سلاح قديم جديد تستخدمه القوى النافدة بالبلاد لتحقيق مكاسب سياسية أو تجارية، فضلاً عن الرشاوي والعمولات والسمسرة التي تعتبر بمجملها الفساد المستشري في المرافق والمؤسسات الحكومية.
أدى الانقطاع في التيار الكهربائي، الذي تفاقم مؤخراً حتى وصل إلى 19 ساعة انقطاع في اليوم الواحد، إلى تظاهرات واحتجاجات شعبية خرجت في شوارع عدن وقطعت طرقات رئيسية وفرعية في عدد من مديرياتها أمام مرئ ومسمع السلطات المحلية التي لم تستطع أن تحرك ساكناً حتى اللحظة.
ودعت السلطة المحلية في عدن إلى مؤتمر صحفي يعقد صباح اليوم الأحد في ديوان المحافظة، ويشارك فيه مدراء كافة المكاتب التنفيذية ومدراء عموم المديريات الثمان في المدينة بقيادة المحافظ اللواء عيدروس الزبيدي.
المؤتمر الصحفي بحسب مصادر مسؤولة في المحافظة يخصص للمصارحة والمكاشفة وإطلاع المواطنين من خلاله على كافة الأوضاع الراهنة، والتحديات التي تقف عائقاً امام السلطات المحلية بالمدينة.
لجأت السلطات المحلية إلى عقد هذا المؤتمر الصحفي عقب تفاقم الأوضاع في عدن، لاسيما في مديرية المعلا التي شهدت أمس اشتباكات محدودة بين محتجين قطعوا الطرق الرئيسية وبين قوة أمنية حاولت فتح الشوارع، استخدم فيها المحتجين أسلحة خفيفة أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الأمن.
بدورها حذرت شرطة عدن من تمادي الاعتداءات على رجال الأمن من قبل بعض المخربين ومثيري الشغب، الذين استغلوا أوضاع المحافظة لتأجيج الوضع العام وإثارة الفوضى.
إلى ذلك أعلنت مؤسسة كهرباء عدن أن تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء يعود إلى نفاذ كميات الوقود “الديزل” في محطات التوليد المنتشرة في عدن، مؤكدة أن المنظومة ستخرج عن الخدمة بشكل كامل خلال الساعات القادمة مالم تتدارك الحكومة الوضع سريعاً.
مصدر في شركة مصافي عدن وآخر في شركة النفط اليمنية بعدن أكدا أن سبب نفاذ كميات الوقود المخصصة لمحطات الكهرباء يعود إلى امتناع التاجر والمتنفذ اليمني أحمد العيسي من تفريغ سفينة محملة بشحنات كبيرة من الديزل راسية في ميناء عدن منذ أكثر من شهر بسبب ابتزازات يمارسها العيسي.
وأضافا أن شركة النفط دفعت قيمة شحنتي المازوت والديزل اللتين قدمهما العيسي عبر شركته بشيكين أحدهما عاجل الدفع بينما الأخر بالأجل، بسبب عدم توفر سيولة كافية، متهمة العيسي بالمماطلة والتسويف من أجل تحقيق مكاسب شخصية وتصفية حسابات مع أطراف معينة.
بدوره أحمد العيسي شن هجوماً عنيفاً على شركتي المصافي والنفط بعدن متهمها بنهب إيرادات الشحنات السابقة والتي بلغت 8 مليار ريال على حد قوله، مطالباً بدفع قيمة الشحنة المتواجدة في الميناء قبل تفريغها بحجة أن ذلك متفق عليه ضمن بنود المناقصة التي رست عليه سابقاً.
وبين اتهام هذا وتسويف ذاك وقعت مدينة عدن وأهلها في جحيم حر الصيف ومعاناة انقطاع الكهرباء، مع استمرار تجاهل الحكومة اليمنية ووزير الكهرباء للأزمات التي يتجرع مرارتها المواطنين.
.