من نحن | اتصل بنا | الخميس 13 نوفمبر 2025 07:00 مساءً

الأخبار

حمامات صنعاء سر فحولة الرجال

- متابعات : الخميس 17 مارس 2016 06:01 صباحاً

تعد الحمامات التركية من أبرز المعالم الأثرية التي خلفتها الدولة العثمانية في اليمن، حيث ما زال عدد كبير منها موجودا، وتحتوي مدينة صنعاء حوالي 13 حماما قديما تعمل حتى اليوم.

ويعتبر الحمام الحميدي في مدينة صنعاء القديمة من أكثر الحمامات المحافظة على العادات والتقاليد، ومازال الكثير من أهل المدينة يرتادونه للاسترخاء ومعالجة بعض الأمراض.

ويقول أحد العاملين في الحمام القريب من باب اليمن -المدخل الرئيسي لصنعاء القديمة من الجهة الجنوبية- إن تسخين المياه وتدفئة المكان يتمان بطريقة تقليدية، من خلال موقد يحرق فيه الفحم والخشب، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على طبيعة المكان وأجوائه الأصلية.

وأفاد مالك الحمام محمد علي حسين أنه ورث المهنة وإدارة الحمام عن أجداده منذ عصور، مشيرا إلى أن رواد الحمام يزورونه مرة كل أسبوع، حيث يجدون فيه فرصة للاسترخاء ومعالجة بعض أمراض المفاصل والعضلات.

ويبلغ عمر الحمام الحميدي، الذي تعلوه قبة، 550 عاما، وتخصص فيه أيام للرجال وأخرى للنساء، فيما اكتفت بعض الحمامات المماثلة في المدينة العتيقة بحصر خدماتها على الرجال أو النساء.

وعلى مستوى التخطيط المعماري الداخلي للحمامات في مدينة صنعاء العتيقة، عادة ما يتألف الحمام من ثلاث حجرات؛ باردة ودافئة وساخنة، فالباردة تطل على الفناء الخارجي، والدافئة تتوسط بين الباردة والساخنة، وماؤها أقل حرارة من الساخنة، أما الساخنة فهي التي يتم الاستحمام فيها، وتعلوها قبة قليلة الارتفاع ومتعددة الثقوب، يكسوها زجاج ملون، يضفي على الحجرة جوا جماليا مشعا، عبر أشعة الشمس التي تنفذ منه، ومن ثمة تشع في الحجرة عاكسة ألوان الزجاج المختلفة.

وتحتوي الحجرة الدافئة في بعض الحمامات على حوضين مائيين، أما الساخنة ففيها أربعة أحواض ومغطس مفروش بالرخام.

ويضيف أحد العاملين في أحد حمامات صنعاء القديمة أن الوظيفة الرئيسية للقباب المثقوبة بفتحات صغيرة هي توسيع مجال التنفس وتجديد الهواء الضروري ومنح الحمام بعض الإضاءة.

ويحمل حمام “الأبحر” التاريخي في قلب صنعاء العتيقة زائريه في رحلة عبر الزمن، حيث عبق تاريخ المدينة الضارب في القدم إلى جانب البخار المفيد للصحة، فمنذ قرون تعتبر الحمامات التركية في الشرق الأوسط مكانا للخوض في النقاشات.

وتعد بعض الحمامات تحفا معمارية فريدة، مثل حمام الأبحر الذي بني قبل 410 أعوام، ويعج بالرجال الذين يملأون حجراته الدائرية الدافئة التي تتسرب إليها أعمدة النور من فتحات القبة التي تهيمن على المكان.

وعند وصولهم إلى حمام الأبحر، يترك الزبائن أثوابهم وجنبياتهم (الجنبية هي الخنجر التقليدي) في خزانات الثياب، وينطلقون في طقوس الحمام متنقلين بين الغرف المختلفة،

فبعد الهواء الساخن والجاف، ينتقل الزبائن إلى حمامات البخار، حيث يتم غسل الجسم بالصابون وصولا إلى تدليك الرجلين واليدين والبطن والظهر.

و قال إسماعيل أبوطالب (65 عاما) “أقيم في المدينة العتيقة وآتي إلى الحمام كل يوم تقريبا.. بالنسبة للكثيرين إن هذه الجدران هي ما تبقى من حقبة مجيدة، ولكن بالنسبة لنا هذه الجدران هي جزء من حياتنا”.

ويرى البعض أن الحمام يقيهم الأمراض، بينما يشيد آخرون بالقدرات الخارقة للحمام على الصعيد الجنسي. ويأتي هاشم الحمزي (30 عاما) أربع مرات في الأسبوع إلى الحمام بهدف تحسين قدراته الجنسية.

وقال هذا التاجر المتزوج من امرأتين إن “المياه الساخنة مع التدليك تحسن الدورة الدموية وتجعلنا أقوى خلال الليل”.

وقال يحيى الصادق (40 عاما) وهو أحد مالكي الحمام “يوم الخميس مخصص لطقوس العرائس”. وأضاف أنه “بعد حمام البخار، تدهن العروس قبل زواجها بالزيوت المعطرة استعدادا لليلة الدخلة”.

ويقول مؤرخون إن المعماريين الإسلاميين حرصوا على أن تكون هذه الحمامات فضاء جميلا تستريح النفس إليه، فجعلوها كثيرة الأضواء وعذبة المياه وطيبة الرائحة وذات سقوف مرتفعة تساعد على تلطيف حر أبخرتها.
 

 

.

 
المزيد في الأخبار
نقل  موقع "عدن الغد" عن مصدر وصفه بالمسؤول،القول ان الاجراءات الحكومية جارية لدفع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، خلال الايام المقبلة بعد ان اودعت المملكة
المزيد ...
تقرير خاص:  أثارت منشورات حديثة على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن رؤية سمكة قرش ضخمة قرب جسر البريقة في عدن، موجةً من الفضول والقلق بين الأهالي، لاسيما وأن
المزيد ...
    عدن – الخميس 13 نوفمبر 2025   تشهد مدينة عدن تدهورًا متزايدًا في خدمة الكهرباء، حيث بلغت ساعات الانقطاع حتى الساعة 12:30 بعد منتصف الليل 14 ساعة مقابل ساعتين
المزيد ...
    لحج /حكيم الشبحي   ترأس محافظ محافظة لحج اللواء ركن احمد عبدالله تركي صباح اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025م اجتماعا موسعا ومهما عقد في مكتب مدير عام مديرية تبن
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    لم يكن الأستاذ عقيل مجرد مدير مدرسة أو قائداً إدارياً، بل كان نموذجاً للعقل والحكمة والإنسانية
  من قال إن الأماكن جدران وهياكل تأوي من بداخلها؟ من الذي أكد أنها مجرد مواد صماء تُطوع وتُبنى؟ إن الأماكن
    ها قد طل عصر الكيوبتات التي تعمل كأياد خفية تمسك بخيوط المعرفة وتنسج منها المستقبل. تحلق فوق البيانات
    تستقبلكَ منافي الدُّنيا ، وأنت  مَا تزَال  فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِك، تبحث لاحلامك الجميلة  عن
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025