من نحن | اتصل بنا | السبت 21 يونيو 2025 08:30 مساءً

الأخبار

«الدحي» في تعز..«معبر الموت» الذي عادت إليه الحياة

الثلاثاء 15 مارس 2016 11:01 صباحاً

بعد أيام من تحرير غرب مدينة تعز اليمنية، عقب معارك متواصلة لثلاثة أيام، وكسر القوات الحكومية الحصار المفروض على المدنيين، تحوّل الدحي من "معبر الموت"، إلى "معبر الحياة"، بحسب السكان، حيث تدفقت المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية للأحياء المحاصرة.

وكان الحوثيون أحكموا حصارًا على الأحياء الخاضعة لسيطرة المقاومة والقوات الحكومية، قبل نحو عام، ومنعوا دخول المواد الغذائية والأدوية ومياه الشرب، ما هدد حياة الآلاف من اليمنيين، الذين اضطروا بدورهم إلى تسلق الطرقات الوعرة من أجل إدخال المواد الضرورية وأسطوانات الأكسجين للمرضى.

وقال رئيس اللجنة الطبية العليا بالمدينة فارس العبسي، للأناضول، اليوم الإثنين، إن "الدفعة الأولى من المواد الإغاثية والأدوية وصلت تعز، عبر معبر الدحي غرب المدينة، بعد نحو 10 أشهر من الحصار".

وأضاف أن العمليات الجوية للتحالف العربي، نفذت عمليات إنزال لأدوية ومواد غذائية أمس الأحد، إضافة لدخول أسطوانات أكسجين من منظمة الصحة العالمية، موضحًا أن "ما تم إنزاله كان في حدود 9 أطنان من الأدوية".

وأشار العبسي أنه "عبر منفذ الدحي، دخل المدينة 170 أسطوانة أكسجين، كانت المستشفيات تعاني من شحها بشكل كبير"، لافتًا أن الأسطوانات كانت محتجزة في اللواء 35 مدرع الذي كان خاضعًا لسيطرة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وفي السياق ذاته، قال مصدر طبي للأناضول إن "الوضع في المستشفيات الحكومية تحسن بشكل ملحوظ بعد دخول ناقلتين من الأدوية تتبعان منظمة الصحة العالمية، بينما من المتوقع أن تدخل خلال الساعات القادمة دفعة جديدة من الأدوية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود".

وبحسب قائد ميداني في المقاومة الشعبية فإن المركبات تدخل إلى الأحياء بكل سهولة، وأصبح بإمكان المدنيين التحرك بحرية عبر المعبر، مؤكدًا "أزلنا جميع المخاطر من المعبر الذي كان يشكل هاجسًا مرعبًا لآلاف المدنيين".

وفي المعبر تبقى الأكوام الترابية وبعض الحواجز الأسمنتية التي نصبها الحوثيون، ماثلة أمام المدنيين الذين شرعوا بغبطة كبيرة وحرية تامة لالتقاط الصور التذكارية، حيث يحمل للكثير منهم قصصًا بالغة القسوة والإهانة، إضافة إلى مشاهد صفوف التفتيش الطويلة.

وقال سكان محليون إن "المواد الغذائية تدفقت إلى أسواق تعز، والسوق المركزي وسط المدينة اكتظ بالخضار والمواد التموينية، وانخفضت الأسعار بشكل كبير".

وفي مشهد غاب كثيرًا عن مرتادي الأسواق منذ نحو عام، تسابق التجار في توفير المواد الغذائية ومياه الشرب، وبدا سوق منطقة بير باشا يعج بالمتسوقين والحياة الجديدة في المناطق التي شهدت حصارًا محكمًا وترديًا في الوضع الإنساني.

يقول عبد الرب قاسم، أحد المدنيين الذين ارتادوا سوق بير باشا، للأناضول، إن "كثيرًا من أسعار المواد الغذائية تراجعت مع دخولها بشكل طبيعي إلى الأحياء التي كانت في السابق محاصرة".

وأضاف "كنا في السابق نتعرض لإهانات بالغة حين نخرج من المعبر ونعود إلى منازلنا بالمواد الغذائية، وفي إحدى المرات صادر الحوثيون المواد الغذائية التي كانت معي ومع شخص آخر، ومنعونا من الدخول، وبعد ساعات تدخل آخرون للسماح لنا بالعودة لمنازلنا".

وبحسب عبد الرب، فإن قناصة حوثيين كانوا يتمركزن في المباني المحيطة بالمعبر، على أهبة الاستعداد لإطلاق النيران على المدنيين في أي وقت.

وتابع "كان الحوثيون يتعمدون إهانة المارة لفظيًا وجسديًا، وإحدى المرات رفضوا إدخال أسطوانة غاز منزلي لفتاة صغيرة، رغم محاولاتها بكل السبل استجداء عطفهم".

وخلال أشهر الحصار منع الحوثيون دخول المركبات عبر المعبر، فنقاط التفتيش والحواجز الأسمنتية، تجبر المدنيين على الترجل وحمل أمتعتهم من الدقيق والرز على ظهورهم، بعد الخضوع لتفتيش دقيق وفحص للهويات.

ولم يقتصر الأمر على مصادرة المسلحين الحوثيين لمؤن المدنيين فقط، فالمساعدات الإغاثية المقدمة من المنظمات الحكومية كانت تُمنع أيضًا من الدخول، واتهمت السلطات الحكومية اليمنية وقتها، جماعة الحوثيين بمصادرتها وبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.

 

.

 
المزيد في الأخبار
  تنطلق يوم السبت الموافق 28 يونيو 2025م، أعمال المخيم الطبي المجاني الثاني لجراحة حَوَل العين، والذي تنظمه دائرة الخدمات الطبية وخلية الأعمال الإنسانية في
المزيد ...
تمكنت الأجهزة الأمنية، في مدينة مارب، من ضبط أربعة أشخاص متورطين في حادثة الاعتداء وتدمير أحد المحلات التجارية. وأفادت مصادر أمنية، أنه تم ضبط أربعة متهمين بالتورط
المزيد ...
اختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية صحفيًا في محافظة ذمار، ضمن حملة اختطافات واسعة تنفذها في المحافظة لملاحقة المواطنين والنشطاء والسياسيين على خلفية استعدادهم
المزيد ...
في مشهد يجسّد حجم المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي العاصمة عدن، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الجمعة، صورةً مؤلمة لمواطن مسن يفترش أحد شوارع
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
!   أ.د مهدي دبان    منذ سنوات طويلة، يتردد على مسامعنا حديث التسويات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
  لحجٍ مبرورٍ لكل حاجٍ يمني؛ تبذل الجهود وتتعاضد وتتشابك، خدمة للحاج وإسعاده، وتذليل كل صعوبة، ليكون في
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
 المسافر من عدن الى صنعاء يمر بثلاث دول ترفع ثلاث رايات الاول علم الجنوب مرفوع من عدن الى سناح فقط، الثاني
    أ.د مهدي دبان   لا يهمنا من يتخذ القرار، ولا كيف يتخذه، ولا ما هي أهدافه النهائية… طالما أن
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025