من نحن | اتصل بنا | الأحد 08 يونيو 2025 09:39 مساءً

الأخبار

ثورة اليمن في عامها الخامس: طال الطريق إلى صنعاء

الجمعة 12 فبراير 2016 07:38 مساءً

كان مليئا بالدلالات مشهد احتشاد المئات من سكان مدينة تعز، وسط اليمن، في مسيرة جماهيرية كبيرة إحياء للذكرى الخامسة لثورة «11 فبراير» اليمنية، التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح، في الوقت الذي تتقدّم فيه قوات الشرعية اليمنية للإحاطة بالعاصمة صنعاء وإنهاء سيطرة قوات الرئيس السابق وحلفائه الحوثيين.
ولا يمكن استيعاب المعاني العميقة للترابط بين الحدثين من دون فهم العلاقة المؤثرة في الجغرافيا الاجتماعية والسياسية لأهم مدن اليمن: صنعاء، وتعز، وعدن.
لعبت تعز دورا خطيرا (وما تزال) في حدث الثورة التي انطلقت شرارتها منها، ومن هنا يُفهم أيضاً الحصار والتجويع والقصف العشوائي الذي يمارسه حلف صالح مع الحوثيين ضد المدينة.
فلكونها قطباً رئيسيا في تشكيل الثقافة اليمنية ساهمت تعز في تقديم أغلب إدارات الدولة ورؤساء الأحزاب والكوادر السياسية والإعلامية، بل إن الفعاليات الثورية التي حصلت في صنعاء نفسها كانت في معظمها بمشاركة طلاب جامعيين أغلبهم قادمون من تعز، وأضاف موقعها الجغرافي في وسط البلاد وكونها على الحدود الفاصلة بين الجنوب والشمال شيوع الفكرة الوحدوية ضمن نخبتها السياسية والإعلامية، وهي إلى ذلك تجمع بين اعتناق غالبية سكّانها للمذهب السنّي الشافعيّ وكونها العاصمة الروحية للزيديين ففيها قبر الإمام الهادي بن الحسين ومراقد الأئمة الزيديين.
ومقابل صنعاء، التي تمثل مركز أجهزة الدولة القائمة على معادلة الجيش والأمن والقبائل، فإن تعز تمثل الجانب المدنيّ والحديث الذي يطمح لتجاوز زواج القبيلة والطائفة بجذور «الدولة العميقة» ويطمح لتأسيس دولة عصرية تتوافر فيها شروط العدالة والتنمية.
غير أن الصورة الأشمل للعلاقة المعقدة بين تعز وصنعاء لا يمكن أن تتوازن من دون إظهار دور عدن التي بدأت عام 2007 الحركة السلمية المعارضة للاستبداد وكان دورها مؤسسا في الثورة اليمنية بحيث التحمت الحركة السياسية المعارضة، التي أخذت شكل احتجاج طويل على العلاقة غير السويّة بين الشمال والجنوب، مع مظاهرات واعتصامات وفعاليات الثورة عام 2011، وقد استعادت عدن بعض مكانتها التي افتقدتها حين كانت عاصمة لدولة اليمن الجنوبي، بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية إلى هناك، فعامل الوجود على الأرض اليمنية مؤثر في إعطاء الشرعيّة اليمنية مصداقيتها أمام شعبها.
لا يمكن أن نتجاهل، أيضا، دور صعدة، مركز الحوثيين، التي مثّلت دوماً خزّان النقمة اليمنية وتجسيدها لمعضلة حكم الأئمة الذي سقط كنظام عام 1962 ولكن جذوته ظلت مستمرة وتتغذّى على الصراع التقليدي الناشئ بين الحكومات العسكرية المنقلبة على أسس الاجتماع القديم (ممثلاً بالهاشميين الذين حكموا اليمن ألف سنة) والعاملة على إقصاء مكوّناته، وإضعاف تأثيره الدينيّ والسياسيّ، والذي أضافت عناصر الاستبداد الناشئة، من استيلاء على المجال العامّ، والثروة، وممارسات أجهزة الدولة القمعية، في تعزيزه وتأجيجه.
بانقضاض الحوثيين وقوات علي صالح على السلطة وتحالفهم المبرم مع إيران انفتح الأفق اليمنيّ على صراع إقليمي كبير فدخلت المملكة العربية السعودية، جارة اليمن الكبرى، وحلفاؤها الخليجيون الحرب بغطاء شرعيّ من قرار أمميّ، ورغم أن آلام اليمن تتتالى فصولاً، فإن مآل النزاع الواضح هو عودة الحكومة الشرعيّة إلى صنعاء… لو طال السفر.
… وعندها ستجد النخبة اليمنية، بعد جراح الثورة وآلام التدخّلات الإقليمية الكبرى، أمام مشهد يحتاج جرأة تاريخية كبيرة لتخطيه وحل إشكالاته.

رأي القدس

 

.

 
المزيد في الأخبار
      نفذت مبادرة الإعلامي العبيدي، وبدعم كريم من مبادرة "عُليا" الإنسانية، خلال عيد الاضحى، حملة لتوزيع ألف وجبة غذائية على عدد من مستشفيات العاصمة
المزيد ...
    فتحي أبو النصر     لا تمر فرحة بلا ضريبة. في اليمن . فبمجرد أن أُعلن عن فتح طريق "دمت - مريس" الحيوي، بعد قرابة تسع سنوات من الإغلاق، سارع الحوثي إلى نصب
المزيد ...
      عدن | خاص     تفقد الأستاذ عبدالرقيب العمري، مدير عام مطار عدن الدولي، سير العمل في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وجاءت هذه الزيارة لمعايدة الموظفين
المزيد ...
      عدن | خاص     تفقد الأستاذ عبدالرقيب العمري، مدير عام مطار عدن الدولي، سير العمل في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وجاءت هذه الزيارة لمعايدة الموظفين
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
 المسافر من عدن الى صنعاء يمر بثلاث دول ترفع ثلاث رايات الاول علم الجنوب مرفوع من عدن الى سناح فقط، الثاني
    أ.د مهدي دبان   لا يهمنا من يتخذ القرار، ولا كيف يتخذه، ولا ما هي أهدافه النهائية… طالما أن
  ملخص غير أن المأزق الحقيقي لا يكمن فقط في غياب الدولة، بل في تغييب فكرة الدولة ذاتها، واستبدال شبكات
  كم أصبحت هذه العبارة تستفز  الناس ، بعد أن غدت اسطوانة قيادات المجلس الانتقالي في حلهم وترحالهم هذه
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025