من نحن | اتصل بنا | الأحد 09 نوفمبر 2025 10:41 مساءً

الأخبار

معبر الصراط .... ( صورة )

كتب - عيدروس الفقيه : الثلاثاء 02 فبراير 2016 01:05 مساءً
- فاصل صنعته المليشيا لحصار تعز :

لم يُعد يكترث ابناء مدينة تعز لسماع دوي الانفجارات اثناء اليوم والليلة ، أذ اصبح الامر مألوف كطلوع الشمس وغياب القمر، ولا يُبالون بمناظر الخراب والدمار الذي حل بالمدينة ، برغم الألم والحسرة .
المجازر التي حدثت ولا زالت تُرتكب ضد إنسانيتهم ويندى لها جبين التاريخ والجُغرافيا ويحُرمها الشرع والدين ، لم تعُد بذات أهمية ، بفعل غزارة أعدادها الرقمية وفداحة نتائجها الإجرامية لتُصبح حدث يومي مُعتاد وواقع مُعاش الفتهُ العين وخلدتهُ الذاكرة .
لم يعُد سُكان المدينة المُحاصرة من الماء والغذاء والدواء يفكرون بما حدث وما سيحدُث ، لعلمهم المُسبق بأن مدينتهم تخوض حرب إستنزاف وهي بمثابة الساحة الكُبرى لمعركة وطن خذلهُ الجميع .
لذلك بات الشغُل الشاغل للموظف ًوالكابوس المُزعج لرب الاسرة والقلق اليومي للطفل والشاب والمرأة والألم النفسي لكبار السن ، يتمثل ب(معبر الدحي ) المنفذ الغربي الوحيد للخروج من المدينة لقضاء الحاجة وطلب الرزق .
هُناك وعند الحاجز المكون من حبات البردين الإسمنتي على عرض الشارع وبأرتفاع ما يُقارب الخمسين سم ، يلية الحاجز الترابي الذي يساوية بالارتفاع ، تُنتهك حُرمات الناس ويُمارس أفراد ميليشيا الموت ومناصريهم الإذلال والتعسُف والنيل من كرامة الداخلين والخارجين .
هُناك يتعرض ابناء تعز لشتى انواع الذُل والهوان والضرب والتنكيل .
في ذلك المنفذ لا يعرف الصديق صديقة والأخ اخاه ، وكُلاً في حال سبيله للنفاذ بالدخول او السلامة بالخروج ، يتعرض الأغلبية بما فيهم النساء والأطفال للإهانة والضرب وإن حركت ساكناً بالدفاع سكنت رصاصات بنادقهم في أحشائك .
في ذلك المعبر الجميع يتبع أسلوب لا ارى لا اسمع لا أتكلم ، فالكُل مشغول بنفسه وبكيفية نجاحه بالدخول للمدينة بمعية مواده الغذائية وسلامته من جهة ، وخروجه لطلب الرزق والوصول بحِفض الله من جهة أُخرى .
في ذلك المكان ينعدم الإحساس وتُفتقد المشاعر ويُسيطر الرعُب على الجميع ويلوح شبح الموت ، فأذا تمكنت من المرور من الحاجزين بسلام أصبحت هدفا سهلا وصيدا ثمينا لمناظير قناصاتهم المُنتشرة كالذباب .
استفزاز الناس بأطلاق الرصاص الحي وضربهم بالهراوات ورجمهم بالحجارة و دفعهم فوق بعض اصبح روتين يومي ووجبة ضرورية يُخييل إليك بأنهم سيُقادون لقعر جهنم .
في تلك البقعة السوداء من تراب تعز الطاهر
والذي يصفها احدهم بمعبر الصراط المُستقيم كناية عن الأهوال الذي يواجهونها من زبانية ميليشيا الموت ، تنهال لعنات البُسطاء وترتفع أياديهم لرب السماء لطلب الرحمة والخلاص. المشهد اليومي للناس في ذلك المكان والذهول العجيب لمناظر وجوههم المُغطاة بسواد الخوف وتراب الموت ولسعة الشمس الحارقة تجعلك تتسائل ، الى متى سيظل هذا الوضع جاثماً على ابناء مدينة ترفُض موت الحياة وهي تعيش حياة الموت ،،
لكِ الله يا تعز ولأبنائك الرحمة ولشهدائك المغفرة والجنة ..

 

.

 
المزيد في الأخبار
مؤسسة بازرعة التنموية الخيرية تُعلن بدء المخيم الطبي الثاني والعشرين لجراحة العيون في عدن   عدن - خاص    برعاية كريمة من معالي وزير الصحة العامة والسكان، أ.د/
المزيد ...
    عدن/ عبدالله تركؤ   أطلقت مؤسسة عدن للفنون والعلوم، بالشراكة مع منظمة كير العالمية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، ورشة عمل حول بناء السلام المجتمعي في
المزيد ...
    المكلا – خاص برعاية وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني ومحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، دشنت قيادة مؤسسة «14 أكتوبر» للصحافة والطباعة والنشر،
المزيد ...
    وجّه رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، سالم صالح بن بريك، مذكرة رسمية إلى مجلس القيادة الرئاسي، طالب فيها بتدخل عاجل وحاسم لإلزام محافظ محافظة المهرة بتنفيذ
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    ها قد طل عصر الكيوبتات التي تعمل كأياد خفية تمسك بخيوط المعرفة وتنسج منها المستقبل. تحلق فوق البيانات
    تستقبلكَ منافي الدُّنيا ، وأنت  مَا تزَال  فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِك، تبحث لاحلامك الجميلة  عن
    ليست الثوابت أرقاماً جامدة في دفاتر الفيزياء، بل هي الأعمدة التي يتوازن عليها الكون منذ 13.8 مليار سنة.
استاذ الفكر الرياضي عبدالحميد السعيدي مستشار وزير الشباب والرياضة، قيمة رياضية راسخة في نفوسنا، تنمو يومًا
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025