من نحن | اتصل بنا | الأحد 10 أغسطس 2025 09:09 مساءً

عربي و دولي

السوريون.. على طريق قوافل الملح

الجمعة 15 يناير 2016 04:01 صباحاً


دفعت المأساة الجماعية التي يعيشها الشعب السوري بالرجال والنساء والأطفال إلى الخروج من بلدهم والهروب عبر جميع المسالك التي يمكن أن تكون جسر عبور لهم إلى الأمان حتى تضع الحرب أوزارها في بلدهم.
وكانت تركيا الجهة الأولى التي تبدأ منها المغامرة بالنفس، إما بإيجاد "حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا"، هكذا لسان حال الجميع بعد رحلات عبور المتوسط المهلكة، التي رمت بأحلام المئات منهم في قاع البحر.

وخلال السنة الماضية، وبعد أن طوقت الحدود والسلطات أحلام السوريين، باتوا يلتفون حول كل الحواجز، حتى أضحت رحلاتهم تلك عناوين عريضة في الصحف العالمية، مثل رحلات العبور إلى أوروبا عبر القطب الشمالي، حتى أعادوا بذلك إلى الأذهان رحلات المستكشفين الأوائل.

آخر السبل، والطرق التي ابتكرت للالتفاف حول الحدود، هي طريق عذاب جديد يبدأ برحلة من طيران من لبنان أو مكان قرب من سوريا، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، البلد الذي لا يحتاج السوريون إلى تأشيرة لدخوله. لكن المشكلة أن موريتانيا ليست المقصد، بقدر ما هي خطوة مثل خطوات معقدة ومضنية وشاقة لعبور البحر أيضا صوب أوروبا.


بالوصول إلى نواكشوط يبدأ رحلة "مسلسل العذاب" التي يقدر طولها بنحو 3 آلاف كيلومتر عبر الصحراء الكبرى، وعبر حدود موريتانيا، ومالي، والجزائر، وهي الدول التي يجب عبورها في خط الرحلة الذي لا يخطر على بال أحد.

تبدا المرحلة الأولى بالوصول إلى الحدود المالية الموريتانية في رحلة تستغرق 1000 كلم، عبر بلدات الحدود (باسيكنو، النعمة)، ثم بالانطلاق مع المجهول إلى صحراء مالي، في مناطق خطرة تعتبر إحدى مجالات التنظيمات المتطرفة (القاعدة، وأنصار الدين)، إضافة إلى الثوار الطوارق، وميليشيات موالية للحكومة.

لكن، وإذ لم تسجل أي حوادث حتى الآن، منذ بدأ وصول اللاجئين السوريين، فإن هذا لا يعني سوى اتفاق الجميع على تركهم بسلام.

وقالت الناشطة الطارقية في العاصمة المالية باماكو "كلتوم عثمان" لسكاي نيوز: "إن الجميع يعرف معاناة السوريين.. من لم يقدم لهم المساعدة هنا (في مالي) فلن يكون سببا في جلب المتاعب لهم".


وتعد مدينة تينبكتو التاريخية شمال مالي، وكذا عاصمة الطوارق "كيدال"، وبلدات في نفس المجال محطات أساسية في الطريق المعبد بالمشاق.

عدد غير قليل من نحو ألفي لاجئ توقفوا في هذه البلدات والمدن، بعد أن علموا أن الطريق الذي قطعوا نصفه لا يزال طوله يتضاعف ويبتعد كل ما اعتقدوا أنهم اقتربوا من نهايته، وبعد أن عرفوا من أهالي المنطقة أنه طريق أصبح للمهربين، بعدما كان مقتصرا على قوافل الجمال التي كانت تجلب الملح إلى تينبكتو في عقود مضت.

فالوصول عبر مدن شمال مالي إلى الجزائر طريق غير معبد ولا يسلك إلا عن طريق عصابات التهريب الخطرة، التي لا تتورع عن تركهم وسط رمال الصحراء، كما تفعل تماما تلك العصابات التي تتركهم وسط أمواج متلاطمة. إضافة إلى الصعوبة التي وجدها من وصلوا إلى الجزائر للعبور إلى أوروبا، إذ تقف السلطات الجزائرية مانعا أمام الهجرة غير الشرعية عبر أراضيها وشواطئها.

وإلى أن تتخذ دول الجوار، وكذا الأمم المتحدة قرارا بشأنهم، سيبقى السوريون في الصحراء مثلهم مثل أهلها الطوارق، يجوبون الصحراء بحثا عن ملاذ يقيهم شرور الحرب، وظل وقطرة ماء لعبور رحلة العذاب الطويلة.

 

 

.

 
المزيد في عربي و دولي
  في خطوة انتظرها كثير من المسافرين، أعلنت إدارة أمن النقل الأميركية "تي إس إيه" (TSA) في يوليو/تموز الجاري رسميًا إلغاء إجراء خلع الحذاء في المطارات، وهو الإجراء
المزيد ...
 الفرعوني.. علماء يفكون شفرة أقدم لون صناعي في التاريخ   إ عادة ما تُسلط الأضواء عند الحديث عن براعة المصري القديم على إتقانه لفن التحنيط، الذي حافظ على
المزيد ...
رضا محمد بهلوي، نجل آخر شاهات إيران محمد رضا بهلوي، ولد عام 1960 في طهران وعُيّن وليًا للعهد منذ طفولته. غادر إيران في 1978 إلى الولايات المتحدة، حيث تخرج طيارًا من كلية
المزيد ...
في تحوّل سياسي وإداري مفصلي، أعلنت الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع تسلّمها الكامل لإدارة شمال محافظة حلب، عقب اتفاق رسمي مع الجانب التركي، أنهى بموجبه
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
    عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي
.   فرحان المنتصر    استوقفتني فكرة كتبها أحدهم اليوم في فيسبوك، مضمونها مطالبة الحكومة بإصدار عملة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025