من نحن | اتصل بنا | الجمعة 09 مايو 2025 01:23 مساءً

عربي و دولي

السوريون.. على طريق قوافل الملح

الجمعة 15 يناير 2016 04:01 صباحاً


دفعت المأساة الجماعية التي يعيشها الشعب السوري بالرجال والنساء والأطفال إلى الخروج من بلدهم والهروب عبر جميع المسالك التي يمكن أن تكون جسر عبور لهم إلى الأمان حتى تضع الحرب أوزارها في بلدهم.
وكانت تركيا الجهة الأولى التي تبدأ منها المغامرة بالنفس، إما بإيجاد "حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا"، هكذا لسان حال الجميع بعد رحلات عبور المتوسط المهلكة، التي رمت بأحلام المئات منهم في قاع البحر.

وخلال السنة الماضية، وبعد أن طوقت الحدود والسلطات أحلام السوريين، باتوا يلتفون حول كل الحواجز، حتى أضحت رحلاتهم تلك عناوين عريضة في الصحف العالمية، مثل رحلات العبور إلى أوروبا عبر القطب الشمالي، حتى أعادوا بذلك إلى الأذهان رحلات المستكشفين الأوائل.

آخر السبل، والطرق التي ابتكرت للالتفاف حول الحدود، هي طريق عذاب جديد يبدأ برحلة من طيران من لبنان أو مكان قرب من سوريا، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، البلد الذي لا يحتاج السوريون إلى تأشيرة لدخوله. لكن المشكلة أن موريتانيا ليست المقصد، بقدر ما هي خطوة مثل خطوات معقدة ومضنية وشاقة لعبور البحر أيضا صوب أوروبا.


بالوصول إلى نواكشوط يبدأ رحلة "مسلسل العذاب" التي يقدر طولها بنحو 3 آلاف كيلومتر عبر الصحراء الكبرى، وعبر حدود موريتانيا، ومالي، والجزائر، وهي الدول التي يجب عبورها في خط الرحلة الذي لا يخطر على بال أحد.

تبدا المرحلة الأولى بالوصول إلى الحدود المالية الموريتانية في رحلة تستغرق 1000 كلم، عبر بلدات الحدود (باسيكنو، النعمة)، ثم بالانطلاق مع المجهول إلى صحراء مالي، في مناطق خطرة تعتبر إحدى مجالات التنظيمات المتطرفة (القاعدة، وأنصار الدين)، إضافة إلى الثوار الطوارق، وميليشيات موالية للحكومة.

لكن، وإذ لم تسجل أي حوادث حتى الآن، منذ بدأ وصول اللاجئين السوريين، فإن هذا لا يعني سوى اتفاق الجميع على تركهم بسلام.

وقالت الناشطة الطارقية في العاصمة المالية باماكو "كلتوم عثمان" لسكاي نيوز: "إن الجميع يعرف معاناة السوريين.. من لم يقدم لهم المساعدة هنا (في مالي) فلن يكون سببا في جلب المتاعب لهم".


وتعد مدينة تينبكتو التاريخية شمال مالي، وكذا عاصمة الطوارق "كيدال"، وبلدات في نفس المجال محطات أساسية في الطريق المعبد بالمشاق.

عدد غير قليل من نحو ألفي لاجئ توقفوا في هذه البلدات والمدن، بعد أن علموا أن الطريق الذي قطعوا نصفه لا يزال طوله يتضاعف ويبتعد كل ما اعتقدوا أنهم اقتربوا من نهايته، وبعد أن عرفوا من أهالي المنطقة أنه طريق أصبح للمهربين، بعدما كان مقتصرا على قوافل الجمال التي كانت تجلب الملح إلى تينبكتو في عقود مضت.

فالوصول عبر مدن شمال مالي إلى الجزائر طريق غير معبد ولا يسلك إلا عن طريق عصابات التهريب الخطرة، التي لا تتورع عن تركهم وسط رمال الصحراء، كما تفعل تماما تلك العصابات التي تتركهم وسط أمواج متلاطمة. إضافة إلى الصعوبة التي وجدها من وصلوا إلى الجزائر للعبور إلى أوروبا، إذ تقف السلطات الجزائرية مانعا أمام الهجرة غير الشرعية عبر أراضيها وشواطئها.

وإلى أن تتخذ دول الجوار، وكذا الأمم المتحدة قرارا بشأنهم، سيبقى السوريون في الصحراء مثلهم مثل أهلها الطوارق، يجوبون الصحراء بحثا عن ملاذ يقيهم شرور الحرب، وظل وقطرة ماء لعبور رحلة العذاب الطويلة.

 

 

.

 
المزيد في عربي و دولي
  أعلن الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، أن شركة الزيت العربية السعودية أرامكو السعودية اكتشفت -بفضل الله- (14) اكتشافًا جديدًا لحقول ومكامن
المزيد ...
    خاص   جدارية كبيرة زينت الجدران الخارجية لمقر متحف آرمات عمان، في شارع الملك حسين وسط العاصمة الأردنية،وتمت جدارية العلم الأردني بالتعاون مع «خطاب
المزيد ...
أعلنت الأميرة كيت ميدلتون، أميرة ويلز، أنها أكملت برنامج العلاج الكيميائي الوقائي بعد أزمة صحية تعرضت لها في وقت سابق من هذا العام، وتخطط للمشاركة في جدول خفيف
المزيد ...
      توافد الحضور على متحف آرمات عمان في وسط البلد في العاصمة الأردنية لمشاهدة الآرمات النادرة في المتحف الأول من نوعه في الشرق الأوسط والذي أسسه الخطاط
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
القهوة والتوت والزيتون..7 أطعمة أساسية للحفاظ على الكبد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    تذكرت أبي، وتكدر خاطري وانسكبت الذكريات دفعة واحدة، كأنها ترفض أن تنسى أو تهمل. لم يكن أبي قلبا حانيا
    ما أصعب أن يُزج بأحلام الطلاب في قاعات امتحان تُسمى "وزارية"، بينما الواقع يقول  بأن الوزارة ذاتها
  يعيش المواطن والمجتمع اليمني في دوامة ومجموعة من المشاكل والأزمات الحياتية والاجتماعية، من غلاء الأسعار
  في انتظار استجابة المجد، ننتصب كأشجار مثقلة بالعمر والرجاء، نحدق في الأفق البعيد، حيث لا وعد يلوح ولا
  عدن بين الحمى والحُمى، مدينة يسلخها الحمى من كل جانب، و ينهشها المرض من الداخل، ويطوقها الإهمال من
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025