من هاتريك تاريخي إلى خيبة النهائيات… أهداف مبابي بلا قيمة في الكلاسيكو

يتجدد الموعد بين الغريمين التقليدين ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو يوم 26 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري على ملعب سانتياجو بيرنابيو، وذلك في كلاسيكو الأرض ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.

 

وتتجه الأنظار في تلك القمة إلى العديد من النجوم من بينهم لامين يامال في برشلونة، إضافة إلى كيليان مبابي في ريال مدريد، وخاصة الأخير الذي يبحث عن انتصاره الأول في الكلاسيكو.

 

وانضم مبابي إلى ريال مدريد في صيف 2024 في الوقت الذي كان يهيمن فيه ريال مدريد على المسابقات المحلية والقارية، حيث توج بلقب دوري الأبطال بالفوز في النهائي على بوروسيا دورتموند في ويمبلي، وتوج قبلها بلقب الدوري الإسباني.

 

 وبحث الريال عن تأكيد الهيمنة بضم مبابي الذي يعد من بين أبرز المهاجمين في العالم، فمع أفضلية الريال بالتتويج بلقبي دوري الأبطال والدوري كما سبق ذكره، كان يتمتع بأفضلية أمام غريمه برشلونة، محققًا الانتصار عليه في آخر 4 مواجهات على التوالي.

 

ومع تلك الأفضلية أراد الريال تعزيز حظوظه بلاعب يعرف جيدًا كيفية مواجهة برشلونة والذي سبق وأن واجهه 4 مرات من قبل كلاعب في صفوف باريس سان جيرمان، ونجح في تلك اللقاءات في تسجيل 6 أهداف، كما أنه حق الانتصار مرتين وتعادل مرة واحدة وخسر في لقاء واحد.

 

ولم يكن هناك تأثير للتعادل أو الهزيمة، حيث فاز باريس سان جيرمان على برشلونة في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال موسم (2020- 2021) خارج أرضه (4-1) وتعادل في الإياب (1-1) وبالتالي تأهل لربع النهائي.

 

وتجدد الموعد في ربع نهائي دوري الأبطال موسم (2023- 2024)، فعلى الرغم من الخسارة ذهابًا في ملعب حديقة الأمراء (3-2)، إلا أن باريس انتفض خارج أرضه في الإياب بالفوز (4-1)، وبالتالي التأهل لنصف النهائي.

 

وعلى الرغم من تلك الأفضلية المعنوية لكل من ريال مدريد ومبابي على حساب برشلونة في صيف 2024، إلا أن الموسم الماضي كان كابوسًا بكل المقاييس على الثنائي.

 

صدمة اللقاء الأول

 

شهدت مباراة الكلاسيكو الأولى لمبابي في الدور الأول من الليجا أداءً صعباً له ولفريقه، حيث تعرض ريال مدريد لهزيمة قاسية بنتيجة (4-0) أمام برشلونة في ملعب سانتياجو برنابيو.

 

واعتقد مبابي أنه سجل هدف افتتاح المباراة في الدقيقة 31، لكن الهدف ألغي بداعي التسلل بعد مراجعة تقنية الفيديو، وسُجلت حالة تسلل ضد مبابي ثماني مرات في المباراة، وهو أكبر عدد من حالات التسلل يُحتسب على أي لاعب في مباراة واحدة بالدوري الإسباني خلال المواسم العشرة الماضية.

 

وسيطرتبرشلونة على الشوط الثاني بشكل كامل، حيث سجل روبرت ليفاندوفسكي هدفين، وأضاف كل من لامين يامال ورافينيا هدفاً واحداً.

 

ووضعت هذه الهزيمة حداً لسلسلة ريال مدريد الخالية من الهزائم في الدوري الإسباني التي امتدت لـ 42 مباراة.

 

وحتى تاريخ هذه المباراة، كان مبابي قد سجل 8 أهداف لريال مدريد في جميع المسابقات، ولكن ثلاثة من تلك الأهداف فقط جاءت من اللعب المفتوح.

 

السوبر الإسباني

 

في 12 يناير 2025، سجل مبابي هدفاً لريال مدريد في نهائي كأس السوبر الإسباني ضد برشلونة في اللقاء الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من هدفه، خسر ريال مدريد المباراة أمام برشلونة بنتيجة ثقيلة استقرت عند (5-2).

 

وجاء هدف مبابي في الدقيقة الخامسة من المباراة، مفتتحاً التسجيل لريال مدريد، سجل الهدف بعد هجمة مرتدة سريعة بدأها فينيسيوس جونيور.

 

ولكن سيطر برشلونة على الشوط الأول وواصل سيطرته لنهائية اللقاء حتى توج العملاق الكتالوني باللقب.

 

وفي ذلك اللقاء، طُرد حارس مرمى برشلونة، فويتشيك تشيزني، في الشوط الثاني لارتكابه خطأ ضد مبابي، ونتج عن الطرد ركلة حرة مباشرة حولها رودريجو إلى هدف، مسجلاً الهدف الثاني لريال مدريد.

 

نهائي كأس الملك

 

تجدد الموعد بين برشلونة وريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا الذي أقيم على ملعب لا كارتوخا، وبدأ مبابي المباراة من على مقاعد البدلاء بسبب إصابة في الكاحل، ودخل بديلاً في بداية الشوط الثاني وسجل هدفاً من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 70، ليرفع رصيده إلى 34 هدفاً في موسمه الأول مع ريال مدريد.

 

وعلى الرغم من هدف مبابي، فاز برشلونة بالمباراة بهدف متأخر في الوقت الإضافي سجله جول كوندي ليحسم اللقاء بنتيجة (3-2)، وكانت المباراة مثيرة للجدل، حيث اشتكى ريال مدريد من قرارات الحكم، بما في ذلك إلغاء ركلة جزاء محتملة في وقت متأخر من المباراة بعد خطأ ضد رافينيا.

 

وسجل مبابي بهذا الهدف أول هدف له على الإطلاق في نهائي كأس الملك، وحطم الرقم القياسي المسجل باسم كريستيانو رونالدو لأكبر عدد من الأهداف في موسم الظهور الأول مع ريال مدريد (33 هدفاً)، ومع ذلك، لم يكن هذا الإنجاز الفردي كافياً لتأمين الكأس لريال مدريد.

 

الدور الثاني وهاتريك تاريخي

 

اقترب برشلونة في ذلك التوقيت من حسم لقب الدوري الإسباني بعد أن نجح في العودة من تأخره بهدفين ليحقق فوزاً مثيراً على غريمه ريال مدريد بنتيجة (4-3) في مباراة "الكلاسيكو" الحافلة بالأهداف، والتي شهدت تسجيل مبابي لـ "هاتريك".

 

اندفع ريال مدريد بتقدم سريع (2-0) حيث سجل مبابي هدفين في غضون 14 دقيقة فقط. لكن البارسا رد بأربعة أهداف بحلول نهاية الشوط الأول، سجلها كل من إريك جارسيا ولامين يامال، وهدفين للاعب رافينيا.

 

وسجل مبابي هدفه الثالث قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة، ليرفع إجمالي أهدافه مع النادي في جميع المسابقات إلى 39 هدفاً، وهو أكبر عدد من الأهداف يسجله لاعب لريال مدريد في موسمه الأول على الإطلاق. وشهدت النهاية المشتعلة إلغاء هدف لبرشلونة سجله فيرمين لوبيز بداعي لمسة اليد.

 

وتقدم مبابي من علامة الجزاء بعد أن أسقطه حارس برشلونة فويتشيك تشيزني، وأضاف الفرنسي هدفه الثاني بعد انفراده بالمرمى إثر تمريرة بينية من فينيسيوس جونيور خلف خط دفاع برشلونة المتقدم.

 

وعندما بدا أن ريال مدريد يتراجع في الشوط الثاني، أكمل مبابي ثلاثيته من مسافة قريبة ليتقدم بهدفين في سباق هدافي الدوري الإسباني في ذلك التوقيت، وهو السباق الذي حسمه في نهاية المطاف لصالحه برصيد 31 هدفًا.

 

وضع هذا الفوز برشلونة بفارق سبع نقاط عن غريمه الأزلي ريال مدريد، قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم.

 

وحقق برشلونة رقماً قياسياً جديداً (عادل به سجل موسم 1982-83) بفوزه في أربعة مواجهات كلاسيكو في موسم واحد، بعد أن هزم ريال مدريد في الدوري، ونهائي كأس السوبر الإسباني، ونهائي كأس الملك هذا الموسم.

 

وتلقي ريال مدريد لـ 16 هدفاً في أربع مباريات كلاسيكو هذا الموسم إلى تراجعه الواضح مقابل تحسن برشلونة على مدى الأشهر التسعة الماضية.

 

وبالتالي بعد الظهور الأول الباهت في كلاسيكو الدور الأول، نجح مبابي في الظهور بشكل جيد في اللقاءات الثلاثة التالية أمام البرسا وكانت أهدافه حاضرة وبقوة، ولكنها كانت بلا قيمة، فهلى يستفيد الريال من أهداف مبابي في الكلاسيكو المقبل؟