لا تأمنوا السيل ولو بعد مائة عام

 

أ.د مهدي دبان

 

السكوت عن الباطل عواقبه وخيمة، ولن يسلم أحد من نتائجه، فالنهاية واحدة ومصير الجميع مرتبط ببعضه البعض. ماذا تنتظرون حتى تزول عدن عن بكرة أبيها؟! بالأمس كان الخطر في كريتر والقلوعة والمعلا، واليوم يطرق أبواب الحسوة وإنماء والشعب. أليس فيكم رجل رشيد يدرك أن التخاذل جريمة، وأن السكوت مشاركة في الهلاك؟

 

الناس اليوم تجابه مصيرها وحدها، بلا دفاع مدني، ولا إزالة للعوائق، ولا وجود للأشغال العامة ولا أي يد رسمية تمتد للإنقاذ. كل ما تبقى للناس هو الله ثم سواعدهم البسيطة التي يصدون بها الكارثة. استحوا وقوموا بما يجب القيام به، فالناس أمانة في أعناقكم، وتركهم يواجهون مصيرهم فرادى عار لا يُغتفر. افتحوا مجاري الأودية والسيول، لا تتركوا الناس تعبث بعدن، فالخطر قائم ودائم.

 

ولا تظنوا أن تأخر السيل يعني زوال الخطر، فالسيل غادر لا يؤمن ولو بعد مائة عام. إن عدن تصرخ اليوم مستنجدة بأهلها، فإما أن تنهضوا لحمايتها وصونها، أو تتركوا المدينة تذوب في الطوفان، وحينها لن ينفع الندم. فليكن موقفكم شرفاً يسجله التاريخ، لا خذلاناً تلعنه الأجيال.