من نحن | اتصل بنا | السبت 26 يوليو 2025 03:40 مساءً

الأخبار

النهب والعبث يطولان مواقع أثرية يمنية برعاية حوثية

أنباء عدن السبت 26 يوليو 2025 08:21 صباحاً

تعرضت عشرات المواقع الأثرية في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خلال الأيام الأخيرة لعمليات حفر عشوائي ونهب واسع، وسط اتهامات محلية بوقوف عصابات على ارتباط بقادة في جماعة الحوثيين وراء سرقة الآثار وتهريبها إلى الخارج.

 

وأكدت مصادر مطلعة في إب، لـ«الشرق الأوسط»، أن مواقع أثرية عدة في مركز المحافظة ومديريات أخرى لا تزال حتى اللحظة عُرضة لعمليات تجريف وحفر عشوائيين على يد ما تُعرف بـ«عصابات الآثار»، بحثاً عن آثار ونقوش قديمة، في ظل صمت الجماعة الحوثية، واتهامات لها برعاية هذه العمليات والوقوف خلفها.

وتعرّض موقع «العصيبية» بجبل عصام الأثري، الواقع في مديرية السدة، شرقي المحافظة، قبل أيام، لاعتداء جديد هو الثالث من نوعه خلال أشهر قليلة، بالحفر والتنقيب الليلي من قبل عصابات متخصصة في سرقة الآثار.

وأوضحت المصادر أن العصابة، التي تحمل السلاح تحسباً لأي اعتراض لممارساتها، نفذت، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي، عملية تعدٍّ ونبش عشوائي في موقع العصيبية؛ بحثاً عن آثار وكنوز.

 

عصابات نهب الآثار تنشط على مرأى ومسمع من الجماعة الحوثية (فيسبوك)

 

ونتيجة محاولة أهالي المنطقة إيقاف ذلك العبث، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بينهم وبين أفراد العصابة، دون أي تدخل من طرف أجهزة الجماعة الحوثية، ولم تمنع محاولات الأهالي العصابة المكونة من 8 مسلحين، من الاستمرار في عمليات التجريف والتنقيب غير القانونيين.

وبحسب المصادر، فإن العصابة تكثف عمليات البحث والتنقيب في عدد من المناطق دون رادع.

اعتداءات برعاية حوثية

قبل هذه الواقعة بأيام، اعتدى مجهولون على موقع «ذي الصولع» بالقرب من مدينة ظفار التاريخية المعروفة شمال شرقي المحافظة، وطبقاً لشهود عيان، فإن مجهولين باشروا عمليات الحفر في محيط مبنى أثري يحتوي على نقوش باللغة اليمنية القديمة.

 

جانب يظهر انهيار أجزاء من قلعة أثرية في مدينة يريم جراء الإهمال (إكس)

 

ورجح شهود العيان أن هؤلاء الذين يُعتقد أن لهم ارتباطات بقيادات حوثية، يسعون إلى سرقة النقوش المسندية التي يعود بعضها إلى ممالك يمنية قديمة، بغية تهريبها لخارج البلاد حيث تباع في مزادات عالمية.

وكشفت المصادر عن حدوث نحو 10 عمليات اعتداء وتنقيب عشوائي لمواقع أثرية في المحافظة منذ مطلع الشهر الجاري، تتهم الجماعة الحوثية بالوقوف خلفها.

وطالت هذه العمليات «مسجد الأسدية» في مديرية المشنة، وجبل «الرئسي» بمديرية ذي السفال، وحصن «يفوز» التاريخي في العدين، وحصن «العرافة» في مدينة ظفار التاريخية، وموقع «مريت» الأثري في مديرية السياني، وضريحي «مفضل» و«الحداد» في منطقة السبرة، ومواقع أثرية أخرى في مديرية النادرة.

ومع تكرار استهداف كل ما له علاقة بحضارة وتراث اليمن، تتجدد الاتهامات التي يوجهها عاملون ومهتمون في مجال الآثار لقادة في الجماعة بالوقوف خلف عمليات نهب وبيع قطع أثرية عبر شبكات تهريب كبيرة.

 

موقع أثري يمني يتعرض لتدمير جزئي على يد عصابات الآثار (فيسبوك)

 

ويرى المختصون في الآثار أن قادة الجماعة يجتهدون لتدمير وطمس ما تبقى من الهوية التاريخية للحضارة اليمنية واستبداله بموروث يعزز السردية الحوثية ومشروعها الطائفي، وطالب عدد منهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، ومنظمات أخرى مهتمة بالتراث، بالتدخل لمنع تداول الآثار اليمنية المهربة في الأسواق والمزادات العالمية، والعمل على إعادتها.

إب في الصدارة

وتعدّ محافظة إب إحدى أكثر محافظات اليمن في تعرض مواقعها الأثرية للاعتداء والعبث؛ بسبب كثافة انتشار المواقع الأثرية فيها.

ويرجع عبد الله محسن، خبير الآثار اليمني، ذلك لكون المحافظة كانت جزءاً مهماً ورئيسياً من الدولة الحميرية القديمة، وفيها نشأت الدولة الصليحية في العصور الوسطى، بعد ظهور الإسلام، وهما من أكثر الدول اليمنية التي شهدت استقراراً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.

ويكشف محسن عن عرض مُجوهرات وحُلي ذهبية أثرية وبيعها بمعارض المجوهرات في مدينة إب ومدن أخرى منها العاصمة المختطفة صنعاء وغيرها، خلال الآونة الأخيرة، بعد استخراجها بطريقة غير قانونية.

 

قطع أثرية يمنية جرى قبل أشهر إحباط تهريبها إلى خارج البلاد (إكس)

 

وبين الباحث اليمني، عبر منشورات سابقة له على منصة «فيسبوك»، أنه يجري رصد العديد من حالات تداول صور المجوهرات الأثرية في سوق الملح وصنعاء القديمة وعدد من معارض بيع الذهب في إب ومدن أخرى. ولفت إلى أنه يجري بيع تلك المجوهرات إلى مهربي الآثار، ومن ثم تُهرب عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية والمطارات إلى الخارج.

وكان مسؤول سابق في الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في صنعاء، وهي هيئة تخضع للجماعة الحوثية حالياً، كشف في وقت سابق، لـ«الشرق الأوسط»، عن ضلوع قيادات حوثية في نهب آثار عدة من مختلف مديريات إب؛ لغرض بيعها والمتاجرة بها.

 

.

 
المزيد في الأخبار
    نفذ رئيس مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق والجسور بعدن، المهندس حسين عوض العقربي، اليوم، نزولًا ميدانيًا لتفقد عدد من الطرق الفرعية في مديرية صيرة، والاطلاع
المزيد ...
  التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم السبت، في العاصمة عدن، وزير الأشغال العامة
المزيد ...
الأمور في طريقها للانفراج  والحلول تقترب بروح مسؤولة تحفظ الحقوق وتصون الدماء   نطمئن الجميع بأن القضية تُدار بعقلانية واتزان  وباتت على مشارف نهاية ترضي
المزيد ...
الأمور في طريقها للانفراج  والحلول تقترب بروح مسؤولة تحفظ الحقوق وتصون الدماء   نطمئن الجميع بأن القضية تُدار بعقلانية واتزان  وباتت على مشارف نهاية ترضي
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي
.   فرحان المنتصر    استوقفتني فكرة كتبها أحدهم اليوم في فيسبوك، مضمونها مطالبة الحكومة بإصدار عملة
    دائمًا ما يكون للمرء أصدقاء مقربون، ورفاق يسمر معهم ويتشارك اللحظات والخطى في الحياة، لكن أبي كان
    يتسابق كلا من البنك المركزي في عدن والمركزي في صنعاء من أجل فرض السيطرة على مناطق نفوذه مع امتلاك كلا
خدمات ضعيفة وأسعار باهظة في مرافقنا الصحية     تعاني وتشهد جميع مستشفيات الحكومية والعامة، إهمالًا
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025