مشير من دون لاشئ: حين تمنح النياشين على مقاعد الولاء
من فيسبوك الجمعة 20 يونيو 2025 10:22 صباحاً

المدعو المشاط والراعي
فتحي أبو النصر
في لحظة تصنف بجدارة كإحدى أحقر لحظات التاريخ اليمني الحديث، وقف الشيخ يحيى الراعي، رئيس مجلس النواب – أو ما تبقى منه – ليقلد المدعو مهدي المشاط رتبة مشير. والمفاجأة؟ أن هذا "المشير" لم يسبق له أن التحق بالجيش، لا كجندي، ولا حتى كمتطوع في معسكر صيفي.
فيما المشهد بدا وكأنه مأخوذ من مسرحية عبثية كتبها كاتب ساخر فاقد لكل شيئ .
ف الرتبة، التي لطالما اقترنت بالتاريخ العسكري والشجاعة الميدانية، تحولت بلمسة "عبد الملك ا...لحوثي" إلى وسام يُمنح بالولاء لا بالبطولة .
ولكن في الوقت! ذاته ..مشير صنعاء الجديد لم يخض معركة سوى مع الميكروفون، ولم يوجه جبهة إلا عبر شاشة يردد فيها خطابات "السيد".
فهل أصبح الجيش مجرد هيئة ديكور؟ وهل الرتب العسكرية مجرد زينة تُعلّق على الصدور كما تُعلّق الصور في دواوين القبائل؟
وهل يبدو أن عبد الملك لم يكتفِ بأكل الدولة اليمنية، بل هضم قيمها، وتقيّأها على شكل قرارات يُصفق لها من تبقى من مجلس "نواب المصادقة".
لكن المؤسف أن الأمر لم يُقابل بالسخرية أو الاعتراض، بل بالتصفيق والخنوع.
ففي اليمن الجديد، لا تحتاج لرتبة مشير إلا أن تكون "موثوق"، وأن تتقن فن السمع والطاعة.
وهكذا، يا سادة، نُقلّد المشير، ونشيّع هيبة الدولة إلى مثواها الأخير… بلا جنازة.
بل إنها تلك اللحظة التي اختزلت انحدار هيبة الدولة في مشهد واحد:
رئيس مجلس نواب يُلبس مشيرا وهميا رتبة لا تشبهه، بأمر من رجل يختبئ في الكهوف ويبتلع مؤسسات الجمهورية كأنها غنائم حرب.
بل لحظة مهزلة، لم تكن تكريما، بل إعلان وفاة للمنطق، وانتصارا للصوت العالي على القانون، وللخرافة على المؤسسة.
معقول...
هههههههههههه
مهدي المشاط، الذي لم يعرف طقوس المعسكر ولا تعب الخنادق، صار فجأة مشيرا لمجرد أنه نال رضا "السيد".
أليس هذا عبثا علنيا؟!
نعم هكذا تُمنح الألقاب في يمن اليوم: لا بالكفاءة ولا بالتضحية، بل بالولاء والسمع والطاعة.
بل إنها لحظة لا تُنسى… لا لكرامتها، بل لفرط إهانتها لذاكرة وطن.
.