أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
أنباء عدن: السبت 31 مايو 2025 10:55 مساءً

على إحدى بوابات قصر السلطان القعيطي، قصر الحكم الذي كان تدار منه الأمور قبل العام 1967م، يقف العم أحمد سويد ( 80 عامًا) شامخًا شموخ حصن الغويزي الذي ينحته، شاخصًا كقصر المعين التسمية التي أطلقها السلاطين القعيطيين الذي ينحته هو الآخر ويجلس على عتبت أبوابه، لينحت ثرات وآثار حضرموت بيديه لطيلة خمسة عقود.
المكلا- ناصر بامندود
سبب النحت:
في عام (1945م) ولد بحي الحارة أحد الأحياء القديمة في مدينة المكلا الناحت أحمد سويد، بدأ حياته العملية نجارًا في عمر الثامنة عشر، بيد أن في العام (1975م) وبسبب قانون تأميم النجارات وضمها جميعًا إلى " تعاونية النجاريين" يروي لـ(المشاهد نت) عن سر امتهان النحت: " بطبيعتي لا أحب الأعمال الجماعية والوظائف الحكومية، حينها فكرت كثيرًا بماذا سأعمل؟! فاستحضرت حبي للنحت واللمسات الجميلة والفنية منذُ أن كنت نجارًا، فقررت أن أصبح نحاتًا للمجسمات، وكانت أول لوحة نحتيه لي أحنتها لحصن الغويزي".
خطوات النحت:
يحكي سويد عن خطوات النحت: " في بداية الأمر تخطر الفكرة في بالي، بعدها أقوم برسم الأبعاد، ثمّ أصمم " كليشة " أولوية، وأحدد المجسم بالقلم، وفي النهاية أنحتها، وأضعها على صندوقٍ خشبي".
أمّا عن الخشب المستخدم فيفند استخدم " الخشب العادي " مثل معظم النحاتين، وتبقى المسألة في المهارة والبراعة في التعامل والتلائم مع الأخشاب.
ويردف: " أشهر المجسمات التي أصنعها مثل قصر المعين وقصر سيئون وحصن الغويزي وسدة المكلا وجامع المحضار، وهي كلها معالم تاريخيّة لها رمزيتها في حضرموت، وتعبر عن تاريخ المحافظة".
المجسمات البحرية:
ويسرد لـ( المشاهد نت) المخلوقات البحرية أسهل وأسرع، لأن النحت على الأخشابةمتعب للغاية، وأشهر المجسمات البحرية التي انتجها وأكثرها طلبًا ( الشروخ) وتحطينه يكون بإخراج اللحم منه والإبقاء على العظام، بعدها تأتي تصفيته بماء البحر والملح، ثمّ رشها بمواد حافظة، ووضعها بداخل صندوق.
من هم زبائنه:
إضافةً إلى فئة المغتربين، فمن زبائن النحت سويد خصوصًا في فترة العقود السابقة بعض المرافق الحكومية مثل ديوان المحافظة ومكتب وزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى، لأن الوفود والضيوف يأتون إليهم بشكلٍ دائم.
يحكي : " قبل الأحداث التي تعيشها البلاد منذُ العام (2011م) كان السياح يأتون إليه لينتقون بعض الهدايا من أعماله، وكانت جنسيتهم من دول مثل ألمانيا وفرنسا، وما قبل العام (1990م) كانوا من دول الاتحاد السوفييتي.
ولكن بسبب ظروف اليمن تقصلت الحركة الشرائية على المجسمات ليس على مستوى السياح فقط، حتى المرافق الحكومية لم تعد تهتم بها إلاّ ما بين الفنية والأخرى".

عروض سعودية وإماراتية:
يروي العم أحمد: " لطالما آتتني عروض للعمل في المملكة العربية السعودية و العربية المتحدة، عن طريق المغتربين الذينَ يهدون أعمالي لأرباب أعمالهم وبعض أرباب العمل الذينَ يطلبون بمثلها لأصدقائهم، وكانت العروض تأتي بطريقة تصميم نحوتات في بيئة متخصصة أوةتدريب عمال عليها، أما عن سبب رفضه يقول أولًا: أن لا أستطيع مغادرة بلادي وفراق أهلي وناسي هنا، ثانيًا برآيي كانوا يريدون معرفة أسرار المهنة، ومن ثمّ سيستغنون عني".
وتقول ابنته حنان معلمة اللغة العربية عن هذا الأمر: " أبي أعماله تخطت حدود جغرافيا الوطن، أعماله ترتحل من الدول الخليجية إلى الأخرى".
غياب عن التكريم:
رغم أنه لطالما كان الرافد للمرافق الحكومية التي يأتيها الضيوف، وأحد ملامح أصحاب المهن في المكلا،
ورغم تخليده لآثار حضرموت ومعالمها، بيد أنه لم يحضى بالتكريم من أي جهة حكومية، إنما قبل ست سنوات كرم من المخرج بدر بن هلابي في مبادرة شبابية ".

سبب الاستمرار إلى الآن:
يفصح عن سبب استمرار بالنحت إلى حد الآن:" لسببين أولًا النحت مصدر دخلي خصوصًا في ظل انهيار العملة وارتفاع الأسعار ، ثانيًا النحت شغفي وهوايتي لا أستطيع التوقف عن رسم النحوتات وتشكيلها، وإحساسي فيها لا يمل ولا ينبض شغفها ".
.