من نحن | اتصل بنا | الأحد 10 أغسطس 2025 09:09 مساءً

مقالات
الثلاثاء 22 مايو 2018 01:40 مساءً

زمان كانت لنا أيام !!

 
 
زمان كانت لنا أيام فيها أوقات، ومساحات، لكل الأعمار والأسر، ينتقلون منها وإليها فرادى وجماعات، محاطين بالآمال والاطمئنان.. يرعى فيها الكبير الصغير.. يعطف عليه، ولا يتضايق منه بل يفرح ويسر به ويضمه إلى قوام أطفاله..
أوقات متعددة الاهتمامات ومساحات مختلفة الإيقاعات.. شواطئ وملاعب أطفال ودور عرض أفلام ومسرحيات ومحاضرات وأمسيات شعر ونقاشات.. اتحادات ونقابات وجمعيات وأندية ورياضية وثقافية مفتوحة أبوابها للجميع، فعاليات في كل الاختصاصات، لم يقتصر حضورها ودورها على المباني واللافتات، بل في البرامج والأنشطة المترعة بالاهتمامات.
أما اليوم فالأوقات مسيئة مهملة، لا علاقة لها ولا ارتباط بالزمن والمكان.. أوقات تنفلت وتنقضي خالية عارية، تضيق وتنكمش وتغيب مجردة مسلوبة من أي فعل أو أثر.. ومساحات مظلمة ضاقت وكلت من حمل أي دلالات أو إيحاء.. جاد ومبشر.. مساحات فقيرة منفرة ومقززة أو مغلقة مشبعة بدواعي الاكتئاب والنفور.. مساحات مقتطعة ومسكونة بمنطق الاستئثار والنفي لا علاقة لها بدور أو مسؤولية ولا تعبر عن شيء غير الامتناع والتحدي، تفوح منها أنفاس بغيضة معادية لكل شيء له علاقة بالحياة والتحضر.
مساحات تجافي وتعترض الهواء والضوء والخيال، وتعمل على مصادرتها وقطع اي صلة لها او تأثير إيجابي وتماثل إنساني متوازن.
مساحات تبعث الرعب وتفشي البغض، إذا أقبلت عليها أو مررت بجانبها شعرت بأن لها مخابئ وزوايا تتربص بك وتنصب لك الشراك.. دافعة إياك إلى الهروب والعدو بعيداً عنها، مخلفة في أحاسيسك ومشاعرك غموضاً قاتماً يتبعك ويمعن في إذلالك، ويفاقم من صدى الفجيعة في أعماق روحك ومسيرة عمرك.
زمان كانت لنا أيام تشعر فيها بالانتماء إلى محيطك وارتباطك به.. تبادلك الحب مع زواياه وأزقته وشوارعه تعرف أين تقف منتظراً حافلة تقلك، وهناك من يدلك ويعرفك أين أنت.. وكيف يمكنك أن تعبر طريقاً، إن لم يكن رجل مرور فخطوط مجددة على الأرض، ولافتات محددة للوجهة والسرعة والمسافة.. وطرق وأرصفة وممرات تأخذك بترحاب إلى أين تريد.. حتى وإن كنت وافداً للتو.
أما اليوم فالجميع هنا غريب.. غريب في محيطه بين أسرته وعمله .. غريب عند من ترتاد مفرشه أو دكانه، حين يبادلك التحية متكلفا.. يخشى معاتبتك ولومك له.. واتهامه بعدم الرحمة وعدم مراعاة القريبين منه أهل حافته ومدينته.. غريب في الشارع عند ما لا تجد أحداً ينظر في وجه الآخر أو يهتم بمعرفة من يمر من جانبه، كل لديه ما يكفي ليتلاشى فيه ويغيب.. قاطعاً صلته بكل ما حوله. 
رمضان كريم 
( يتبع)( 4)

 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
    عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي
.   فرحان المنتصر    استوقفتني فكرة كتبها أحدهم اليوم في فيسبوك، مضمونها مطالبة الحكومة بإصدار عملة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025