من نحن | اتصل بنا | الخميس 26 يونيو 2025 12:28 صباحاً

مقالات
السبت 05 مارس 2016 11:37 مساءً

هل عدنا الى زمن الحرب الباردة !!

تتحدث وسائل الإعلام كثيراً في هذه الأيام عن عودة وشيكة لزمن الحرب الباردة، ويمضي بعضها إلى الحديث عما هو أسوأ من الحرب الباردة أي الحرب الساخنة. وهناك الكثير من الإشارات إلى أن التاريخ يعيد نفسه، والمقصود بالتاريخ هنا، تاريخ الصراع بين الشرق والغرب ، كما كان عليه قبل أن ينطفئ وتنطفئ معه الحرب الباردة في ثمانينات القرن الماضي.

ولا يسع المتابع لكل هذا الذي يقال إلاّ أن يعترف بأن كل شيء جائز ومحتمل الوقوع، وفي الوقت نفسه يترحّم على الزمن السابق للحرب الباردة ، فقد كان زمناً محكوماً بمجموعة من الضوابط ، في مقدمتها ضابط الخوف من دمار هذا الكون ، وبفضل وجود قيادات في القطبين المتنازعين ترفض تحمّل مسؤولية الدمار الذي كان من الممكن أن يحدث، وذلك على العكس مما هو قائم الآن من قيادات استعراضية تميل نحو المغامرة وتلعب بالنار خارج ساحتها في سابق لا أخلاقي واستغباء منقطع النظير لشعوب الأرض بما فيها شعوب هذه القيادات نفسها

في زمن الحرب الباردة سابقاً كان في إمكان بعض الشعوب أن تدخل تحت رعاية هذا القطب أو ذاك، أو لا تدخل وتلزم الحياد. ولم يكن أسلوب الاستقطاب قد وصل من الانهيار إلى ما هو عليه الآن، كما كان القطبان الكبيران يلعبان بمهارة في قضايا العالم يشدان ويرخيان دون أن ينقطع حبل الشدّ ، وذلك على عكس ما يتم في هذه المرحلة من تسخين للقضايا ومن لعب بنيرانها وتمييع مواقف الحلول المطروحة بشأنها ، الأمر الذي أوجد حالة من القلق والحيرة في الواقع الراهن وهو ما يفتح الآفاق للمغامرات غير المحسوبة ، ويزيد من مساحات البؤر المشتعلة ويؤدي إلى تكاثر نماذجها والتي لن تبقى محاصرة في نطاق جغرافي محدد بل هي مرشحة للانتشار.

في الماضي القريب كانت وسائل الإعلام، وكان المراقبون والمحللون للشأن السياسي العالمي يتحدثون عن إرهاصات تبشر بقيام نظام جديد متعدد الأقطاب ، يأخذ في اهتماماته القضايا الحساسة والمؤرقة التي ظل بقاؤها بدون مصدر قلق وإزعاج للأمن وللاستقرار العالمي.

لكن التحولات المتسارعة وتجميد القضايا الباعثة على القلق وردود أفعال الحروب الانتقائية قد أعاد الأوضاع إلى سابق عهدها وصار من حق العالم أن يصغي إلى أحاديث الحرب الباردة وربما الحرب الساخنة ، فقد أضاعت قيادات العالم البوصلة الصحيحة ودخلت في مراهنات فاشلة ، تعتمد التوافقات المؤقتة والوعود التي يكذّبها الواقع وتفضحها التحالفات المشبوهة الخالية من كل مصداقية ومن كل معنى جاد.

والآن، لا أظن أن شعوب العالم تخاف الحرب الباردة الواقعة، أو الموشكة الوقوع، لكن خوفها الحقيقي، يأتي من الحرب تلك التي سيكون من الصعب على قيادات عالم اليوم أن تعيدها إلى نطاقها البارد أو أن تتمكن إذا ما انفجرت من منح إنسان القرن الواحد والعشرين الأمان مهما بذلت من محاولات أو قدمت من تنازلات بعد فوات الأوان.

نقلاً عن الخليج الاماراتية

 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لا قيمة للقرارات ما لم نلمسها ونشعر بها في واقع الحياة.  الشعب يدرك حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها
    تدرك رئاسة الحكومة ومجلس الوزراء حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن مع الأزمات الخانقة في
!   أ.د مهدي دبان    منذ سنوات طويلة، يتردد على مسامعنا حديث التسويات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
  لحجٍ مبرورٍ لكل حاجٍ يمني؛ تبذل الجهود وتتعاضد وتتشابك، خدمة للحاج وإسعاده، وتذليل كل صعوبة، ليكون في
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025