من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 10 ديسمبر 2025 07:45 صباحاً

مقالات
السبت 05 مارس 2016 11:37 مساءً

هل عدنا الى زمن الحرب الباردة !!

تتحدث وسائل الإعلام كثيراً في هذه الأيام عن عودة وشيكة لزمن الحرب الباردة، ويمضي بعضها إلى الحديث عما هو أسوأ من الحرب الباردة أي الحرب الساخنة. وهناك الكثير من الإشارات إلى أن التاريخ يعيد نفسه، والمقصود بالتاريخ هنا، تاريخ الصراع بين الشرق والغرب ، كما كان عليه قبل أن ينطفئ وتنطفئ معه الحرب الباردة في ثمانينات القرن الماضي.

ولا يسع المتابع لكل هذا الذي يقال إلاّ أن يعترف بأن كل شيء جائز ومحتمل الوقوع، وفي الوقت نفسه يترحّم على الزمن السابق للحرب الباردة ، فقد كان زمناً محكوماً بمجموعة من الضوابط ، في مقدمتها ضابط الخوف من دمار هذا الكون ، وبفضل وجود قيادات في القطبين المتنازعين ترفض تحمّل مسؤولية الدمار الذي كان من الممكن أن يحدث، وذلك على العكس مما هو قائم الآن من قيادات استعراضية تميل نحو المغامرة وتلعب بالنار خارج ساحتها في سابق لا أخلاقي واستغباء منقطع النظير لشعوب الأرض بما فيها شعوب هذه القيادات نفسها

في زمن الحرب الباردة سابقاً كان في إمكان بعض الشعوب أن تدخل تحت رعاية هذا القطب أو ذاك، أو لا تدخل وتلزم الحياد. ولم يكن أسلوب الاستقطاب قد وصل من الانهيار إلى ما هو عليه الآن، كما كان القطبان الكبيران يلعبان بمهارة في قضايا العالم يشدان ويرخيان دون أن ينقطع حبل الشدّ ، وذلك على عكس ما يتم في هذه المرحلة من تسخين للقضايا ومن لعب بنيرانها وتمييع مواقف الحلول المطروحة بشأنها ، الأمر الذي أوجد حالة من القلق والحيرة في الواقع الراهن وهو ما يفتح الآفاق للمغامرات غير المحسوبة ، ويزيد من مساحات البؤر المشتعلة ويؤدي إلى تكاثر نماذجها والتي لن تبقى محاصرة في نطاق جغرافي محدد بل هي مرشحة للانتشار.

في الماضي القريب كانت وسائل الإعلام، وكان المراقبون والمحللون للشأن السياسي العالمي يتحدثون عن إرهاصات تبشر بقيام نظام جديد متعدد الأقطاب ، يأخذ في اهتماماته القضايا الحساسة والمؤرقة التي ظل بقاؤها بدون مصدر قلق وإزعاج للأمن وللاستقرار العالمي.

لكن التحولات المتسارعة وتجميد القضايا الباعثة على القلق وردود أفعال الحروب الانتقائية قد أعاد الأوضاع إلى سابق عهدها وصار من حق العالم أن يصغي إلى أحاديث الحرب الباردة وربما الحرب الساخنة ، فقد أضاعت قيادات العالم البوصلة الصحيحة ودخلت في مراهنات فاشلة ، تعتمد التوافقات المؤقتة والوعود التي يكذّبها الواقع وتفضحها التحالفات المشبوهة الخالية من كل مصداقية ومن كل معنى جاد.

والآن، لا أظن أن شعوب العالم تخاف الحرب الباردة الواقعة، أو الموشكة الوقوع، لكن خوفها الحقيقي، يأتي من الحرب تلك التي سيكون من الصعب على قيادات عالم اليوم أن تعيدها إلى نطاقها البارد أو أن تتمكن إذا ما انفجرت من منح إنسان القرن الواحد والعشرين الأمان مهما بذلت من محاولات أو قدمت من تنازلات بعد فوات الأوان.

نقلاً عن الخليج الاماراتية

 
 
أختيار المحرر
نيوزيلندي يبتلع أثمن بيضات العالم والشرطة تنتظر الحل!
لماذا منع بيل غيتس ابنته من استخدام اسمه في المدرسة؟
دعوات لمساندة مديرة مكتب الثقافة بساحل حضرموت وسط حملات إساءة على مواقع التواصل
إجراءات غريبة جداً تتحدث عنها "ناسا".. ماذا يحدث لرائد الفضاء إذا مات على سطح القمر؟
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
النخب اليمنية السياسية التي بيدها القرار أدمنت الفشل والهروب من المسئولية ، لم تتعلم من تجارب الحياة غير شيء
عبدالله النينو   ظهر عبدالله النينو في صفوف فريق شمسان قبل بروز النونو في أهلي صنعاء، غير أن الآلة
    شهد مقر الاتحاد العام لكرة القدم بصنعاء، إجراء قرعة دوري الدرجة الثانية للموسم الرياضي 2024/2023، بحضور
تحتاج حضرموت قبل ، وأكثر من أي شيء آخر ، إلى تذكيرها بأنها حضرموت التي تميزت دائمًا بتمسكها بقيم الدولة ،
    الديمة… ذلك البيت الصغير الذي كان يُبنى في الأراضي الزراعية عشوائيا لغرض مؤقت، كمكان لحراسة مزرعة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025