من نحن | اتصل بنا | الأحد 10 أغسطس 2025 09:09 مساءً

مقالات
السبت 05 مارس 2016 11:37 مساءً

هل عدنا الى زمن الحرب الباردة !!

تتحدث وسائل الإعلام كثيراً في هذه الأيام عن عودة وشيكة لزمن الحرب الباردة، ويمضي بعضها إلى الحديث عما هو أسوأ من الحرب الباردة أي الحرب الساخنة. وهناك الكثير من الإشارات إلى أن التاريخ يعيد نفسه، والمقصود بالتاريخ هنا، تاريخ الصراع بين الشرق والغرب ، كما كان عليه قبل أن ينطفئ وتنطفئ معه الحرب الباردة في ثمانينات القرن الماضي.

ولا يسع المتابع لكل هذا الذي يقال إلاّ أن يعترف بأن كل شيء جائز ومحتمل الوقوع، وفي الوقت نفسه يترحّم على الزمن السابق للحرب الباردة ، فقد كان زمناً محكوماً بمجموعة من الضوابط ، في مقدمتها ضابط الخوف من دمار هذا الكون ، وبفضل وجود قيادات في القطبين المتنازعين ترفض تحمّل مسؤولية الدمار الذي كان من الممكن أن يحدث، وذلك على العكس مما هو قائم الآن من قيادات استعراضية تميل نحو المغامرة وتلعب بالنار خارج ساحتها في سابق لا أخلاقي واستغباء منقطع النظير لشعوب الأرض بما فيها شعوب هذه القيادات نفسها

في زمن الحرب الباردة سابقاً كان في إمكان بعض الشعوب أن تدخل تحت رعاية هذا القطب أو ذاك، أو لا تدخل وتلزم الحياد. ولم يكن أسلوب الاستقطاب قد وصل من الانهيار إلى ما هو عليه الآن، كما كان القطبان الكبيران يلعبان بمهارة في قضايا العالم يشدان ويرخيان دون أن ينقطع حبل الشدّ ، وذلك على عكس ما يتم في هذه المرحلة من تسخين للقضايا ومن لعب بنيرانها وتمييع مواقف الحلول المطروحة بشأنها ، الأمر الذي أوجد حالة من القلق والحيرة في الواقع الراهن وهو ما يفتح الآفاق للمغامرات غير المحسوبة ، ويزيد من مساحات البؤر المشتعلة ويؤدي إلى تكاثر نماذجها والتي لن تبقى محاصرة في نطاق جغرافي محدد بل هي مرشحة للانتشار.

في الماضي القريب كانت وسائل الإعلام، وكان المراقبون والمحللون للشأن السياسي العالمي يتحدثون عن إرهاصات تبشر بقيام نظام جديد متعدد الأقطاب ، يأخذ في اهتماماته القضايا الحساسة والمؤرقة التي ظل بقاؤها بدون مصدر قلق وإزعاج للأمن وللاستقرار العالمي.

لكن التحولات المتسارعة وتجميد القضايا الباعثة على القلق وردود أفعال الحروب الانتقائية قد أعاد الأوضاع إلى سابق عهدها وصار من حق العالم أن يصغي إلى أحاديث الحرب الباردة وربما الحرب الساخنة ، فقد أضاعت قيادات العالم البوصلة الصحيحة ودخلت في مراهنات فاشلة ، تعتمد التوافقات المؤقتة والوعود التي يكذّبها الواقع وتفضحها التحالفات المشبوهة الخالية من كل مصداقية ومن كل معنى جاد.

والآن، لا أظن أن شعوب العالم تخاف الحرب الباردة الواقعة، أو الموشكة الوقوع، لكن خوفها الحقيقي، يأتي من الحرب تلك التي سيكون من الصعب على قيادات عالم اليوم أن تعيدها إلى نطاقها البارد أو أن تتمكن إذا ما انفجرت من منح إنسان القرن الواحد والعشرين الأمان مهما بذلت من محاولات أو قدمت من تنازلات بعد فوات الأوان.

نقلاً عن الخليج الاماراتية

 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
    عندما شددت الرحال إلى مصر الحبيبة لاستكمال دراساتي العليا والحصول على درجة الدكتوراه، كانت أحلامي
.   فرحان المنتصر    استوقفتني فكرة كتبها أحدهم اليوم في فيسبوك، مضمونها مطالبة الحكومة بإصدار عملة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025