الأحد 09 نوفمبر 2025 07:11 مساءً
الذكاء الاصطناعي و الغباء الطبيعي
ها قد طل عصر الكيوبتات التي تعمل كأياد خفية تمسك بخيوط المعرفة وتنسج منها المستقبل. تحلق فوق البيانات كالسحاب، تعيد تشكيل الفهم، وتنسج من الضوء والعقل خيوطا جديدة للقدرة والتحكم. في هذا الفضاء الرقمي تتكاثر الف عين لا ترى شيئا إلا و تحلله، لا تنام ولا تخطئ ولا تمل، بينما في قلب مناطقنا تنام الف عين عمياء، تفضل الجهل المريح على المعرفة المرة، و تخاف السؤال كأنه جريمة.
الذكاء الاصطناعي يتعلم كل لحظة كيف يصبح أذكى، يعيد تعريف الفهم والإبداع والمعرفة، فيما الغباء الطبيعي يتعلم كيف يصبح أكثر عنادا، يشيد حول نفسه جدرانا من الغرور والخوف. السبب الذاتي فينا أننا نحول الشاشات إلى مرايا نعجب بأنفسنا فيها، نجمل الصورة و ننسى العالم، نبحث عن الإعجاب لا عن الفهم، نتابع الضوء لا الفكرة.
أما السبب الخارجي فهو من يبيع لنا الجاهز ولا يريد أن نسأل كيف صنع؛ لأن السؤال بداية الحرية، والمعرفة بداية المسؤولية. وهكذا تتضاعف قدرة الحواسيب وتتضاءل قدرتنا على السؤال. فهل سنبقى نطيل النظر إلى المرايا حتى نغيب عن النوافذ؟ أم سنفتح أعيننا لنسترد ما تبقى من إنسانيتنا في زمن تفكر فيه الآلات أكثر من البشر؟

فيسبوك
تويتر
تيليجرام
يوتيوب
تغذية RSS