الأربعاء 10 سبتمبر 2025 03:55 مساءً
سفيرة الآثار والتراث أ. د. عميده شعلان
لم أكن متفاجئًا بما يُنشر حول نشاط الأستاذة الدكتورة عميده شعلان عندها حيوية ولديها اهتمام بالغ بدراسة الآثار ، فهي شخصية علمية متميزة تكرّس جل وقتها وجهدها لخدمة التراث والبحث العلمي ..
تسافر الدكتورة مرات عديدة إلى دول غربية وعربية، وكذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوات رسمية لحضور مؤتمرات وندوات علمية متخصصة في مجال الآثار ، وتلقي محاضرات في عدد من الجامعات والمراكز الثقافية ، وتشارك في لقاءات إعلامية، سواء عبر الإذاعة أو التلفزيون ، في قنوات عربية وعالمية متنوعة الجنسيات ..
إن ما تقوم به الدكتورة هو ثمرة جهد علمي كبير، ومثابرة أكاديمية مخلصة، تعكس مكانتها كسفيرة حقيقية للآثار والتراث في الوطن العربي والعالم فهي مثابرة في البحث العلمي بمجال الآثار ، تتنقّل بين دول عربية وأجنبية ، وتزور المتاحف الأثرية في هذه الدول ، وتسهم في نشر الوعي الأثري بين جميع المهتمين بالآثار من العرب وغيرهم ..
نُشر قبل أيام أن الدكتورة لُقّبت بـ"سفيرة الآثار والتراث الإنساني" ، وذلك لما قاله عنها عدد من الخبراء الغربيين المهتمين بالآثار والتراث في مختلف بلدان العالم ، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص ، حيث وصفوها أنها "سفيرة الثقافة والمحبة والتقارب بين الشعوب" ..
جلّ اهتمام سفيرة الآثار ينصبّ على التراث العالمي ، وبالأخص آثار جنوب وغرب الجزيرة العربية ، وهو المجال الذي كانت دراستها وتخصصها فيه . خلال زياراتها المتعددة لدول ومتاحف العالم الغربي اكتشفت العديد من القطع الأثرية المهرّبة من اليمن، من قِبل أشخاص يجهلون قيمة آثار شعبٍ عريق عاش وبنى حضارة على مختلف الأصعدة ..
إنها عالمة عربية غزيرة الإنتاج في المجالين العلمي والثقافي ، وحرصها على آثار بلادها اليمن يؤكد وجود كنوز أثرية فريدة، لا تتوفر بشأنها إحصائيات موثوقة من حيث العدد. فالمعروض حالياً في المتاحف اليمنية هو إما نتاج حفريات محدودة ، أو مما يتم شراؤه من المواطنين الذين يعثرون عليها في مناطقهم بسبب السيول أو عن طريق الصدفة ، وكثير من القطع الموجودة حالياً في المتاحف جاءت من تبرعات المواطنين وهداياهم ..
ومن خلال هذا المقال، نوجّه رسالة إلى السلطات اليمنية بضرورة الاهتمام بالكفاءات الوطنية والاستفادة من خبراتهم في مؤسسات الدولة ووزاراتها ، فهذه الدكتورة تعدّ من الكوادر التكنوقراطية المخلصة للوطن .
آمل أنني قد قدّمت صورة صادقة وأمينة عن نشاط هذه الكفاءة الوطنية ، والله الموفق.