الخميس 14 أغسطس 2025 10:24 مساءً
خوفه بالموت يرضى بالحُمى
المتابع والمتأمل الجيد للمشهد الاقتصادي في عدن والمناطق المحررة يدرك أن الأوضاع التي نشكر عليها الحكومة اليوم، هي ذاتها التي كنا نشكو منها قبل سنة ونيف بالضبط. حينها كان سعر الصرف قريباً مما هو عليه اليوم، وأسعار المشتقات النفطية تكاد تتطابق مع ما نعيشه الآن، ومع ذلك كنا نراها مرتفعة جداً ونقارنها بما كانت عليه أيام الحرب وقبلها، فنشعر بالامتعاض والغضب.
اليوم، وبعجيب المفارقات، أصبحت نفس هذه الأسعار في نظرنا “أفضل” مما سبق! فما الذي تغير؟ الحقيقة أن شيئاً لم يتغير سوى أنهم طبقوا المثل الشعبي “خوفه بالموت يرضى بالحُمى”. رفعوا الأسعار إلى مستويات صادمة حتى فقد المواطن البسيط الأمل في العودة لما كان، وكل ذلك خلال فترة وجيزة وبخطوات مدروسة، ثم ما لبثوا أن خفضوها إلى الحد الذي يريدونه هم، فهلل المواطن المسكين فرحاً وكأنها منّة عظيمة.
يا حكومة، لعب الحكوال ليس علينا. أسعار الصرف ما تزال مرتفعة ويجب أن تنخفض أكثر وأكثر حتى تعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب، أو أن تُرفع رواتب موظفي الدولة بما يعادل فارق الصرف بين الأمس واليوم. غير ذلك، فكل ما جرى مجرد لعبة أرقام على حساب معاناة الناس، ولن يغير الحقيقة أن المواطن يستحق حياة كريمة لا لعبة “الحُمى” و”الموت”.