من نحن | اتصل بنا | الخميس 26 يونيو 2025 12:28 صباحاً

مقالات
الخميس 14 يوليو 2022 09:48 صباحاً

إيش هذا يا بابا ؟!

 
 
سألتني حفيدتي " ميمي  ": إيش هذا ؟ فأجبتها : لحمة ثور يا صغيرتي . سألت ثانية : وإيش الثور ؟ فقلت : دجاجة كبيرة .. 
والحقيقة أنها لا تعرف إلا أرباع وأنصاص الدجاج ، ومع ذلك صمتت ولم تسأل ثالثة . 
 
قال لي صديق أنه أصيب بإسهال حاد بسبب لحمة العيد ، طبعا صدقته فأنا مثله عانيت من اسهال - الله لا أراكم شرًا - حجزت الحمَّام طوال ساعات ثاني أيام العيد . 
سألت عن ندمائي في مجلس القات فقيل لي جميعهم بوعكة ، قلت ربما من تعب ذبح القرابين ، لكنني علمت أنهم معتكفون في بيوتهم ، خائفون من نوبات اسهال متواصلة ، فكلما توقفت أصوات بطونهم للحظات انفتحت اساريرهم السفلية .
قلت ربما أننا الوحيدون ، أو أننا أكلنا لحمة تالفة أو أن الثور أصابته لعنة وهكذا من التأويلات . 
قمت بالاتصال بطبيب الطوارئ ، أردت التيقن منه ، فأخبرني أن عشرات الحالات وصلت المستشفى نتيجة أكلها لحمة العيد .
 
تعجبت واستغربت فقلت مطمئنا أصدقائي وجيراني : يا خبرة لسنا الوحيدون ، ضحكوا ، وفرحوا وعلَّقوا قائلين : إذن نخرط ولا نبالي " فقلت لهم : الناس تأكل لحمة كي تزيد وتنمو  بفعل البروتينات ونحن نشتريها من أجل تسلبنا العافية .
قصصت عليهم قصة " المهاتما غاندي " حين درس القانون في لندن ، كان يمشي بضعة كيلومترات وصولًا إلى مطعم نباتي ، لم يأكل قطعة لحم واحدة أثناء وجوده في بلاد الضباب . 
كان مؤمنا بأن تحرير بلاده الهند لن يكون بجيش لا يأكل لحم البقر  ، ورغم قناعته هذه ظل طوال حياته نباتيًا . عهد قطعه لعائلته ،بعيد  أعترافه لهم بأكله للحم المحرَّم من طائفته الهندوسية .
فلم توافق أسرته مغادرته الهند إلى بريطانيا للدراسة إلَّا بعد ميثاقه ، وظل وفيًا لعهده إلى أن توفاه الله .
قلت لمحمد وطارق وصادق وعبد الإله ، أن سبب الإسهال ليس لحم البقر وإنما مرده حساسية المعدة ، فبعد قطيعة وصيام طويل لم يستطع جهاز الهضم التعامل مع لحمة العيد . 
 
كائن غريب يشبه نيازك الفضاء ، وكان لابد من استنفار شامل مرهق لجهاز الهضم ، والنتيجة فقدانه السيطرة على مجمل الحالة الناشئة .
 
وزادت الوضعية تعقيدًا عندما انشغل الذهن بعسر هضم أخر ، وهو أنه لم يستطع هضم قيمة اللحمة الواصلة لربع مليون ريال . 
 
لحمة العيد جمعت عُسرين بداخلنا ، عُسر هضم وعُسر غم ، والله لا يجمع بين عسرين ، ومع ذا وذاك رحت أردد سؤال الطفلة : إيش هذا يا بابا ؟ وأضحك ضحكة مجلجلة ، فلم أكن أعلم أن الفاقة والحرمان وصلت بنا لهذا الحد .. 
 

 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لا قيمة للقرارات ما لم نلمسها ونشعر بها في واقع الحياة.  الشعب يدرك حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها
    تدرك رئاسة الحكومة ومجلس الوزراء حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن مع الأزمات الخانقة في
!   أ.د مهدي دبان    منذ سنوات طويلة، يتردد على مسامعنا حديث التسويات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
  لحجٍ مبرورٍ لكل حاجٍ يمني؛ تبذل الجهود وتتعاضد وتتشابك، خدمة للحاج وإسعاده، وتذليل كل صعوبة، ليكون في
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025