من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 10 ديسمبر 2025 08:31 صباحاً

مقالات
الجمعة 25 سبتمبر 2020 10:05 صباحاً

”ويا من عاش خبّر”

 
٢٦ سبتمبر ثورة عظيمة ، والذين قاموا بها وضحوا من أجلها عظماء ..
 
ما يؤكد عظمة هذه الثورة هو ما يجتاح اليمن اليوم من كارثة ... هذا هو المعطى التاريخي الذي يعيد بناء المشهد على نحو مناقض لمسارات الحياة لتعرف الأجيال قيمة سبتمبر ... "ويا من عاش خبر " .
 
لن نتحدث هنا عن اختطافها وتفكيكها وأفراغها من مضامينها الثورية والوطنية ، وكيف ملئت ببالونات فساد وطغيان السلطة التي انفجرت في وجه الجميع مخلفة هذه المأساة .. سنترك ذلك للتاريخ توافقاً مع دعوتنا لمنتسبي الشرعية أن يتوقفوا أمام فداحة المأساة وتعقيدات كارثة الحوثي بدلاً من التماهي مع موروث سياسي متخبط في صراعات جعلت كل مكون لا يرى ، بمعاييره وثقافته ، العيب أو الغلط إلا عند الآخر .
 
موروث يجري تأصيله بنوابض فكرية وسياسية مستخلصة من مرحعيات إعتباطية لا تاريخية ، تتجزأ معها الأوطان إلى "جزر" سياسية بمساحات تتطابق مع حجم الانتساب ومصالح المنتسبين لكل جزيرة ؛ الوطن بالنسبة لها مجرد غلاف هولامي خارجي يسهل تمزيقه إذا دعت حاجة إحدى الجزر للتمدد بقوة السلاح والنفوذ .
 
موروث ينتحل معه الفاسد والطاغية في لحظة من لحظات الانعطاف التاريخي دور معلم للاخلاق ومرشد ثوري وراهب وناسك متعبد في محراب الفضيلة . 
 
موروث إتجه بالصراع الى داخل منظومة الثورة لتفكيكها وخلق مساحات تسرب إليها النقيض التاريخي لينشئ قواعد الانطلاق التي هب منها بعد خمسين سنة ليصفي حسابه معها .
 
 موروث ، هو الآخر ، كارثي بالمفهوم الذي أبقى السياسة مخزناً لقيم طاردة للتعايش والتفاهم والقبول بالآخر ، وأخرى حاضنة للاقصاء والاستبعاد والكراهية والتآمر . 
 
منظومة هذه القيم التي باتت تخترق الخارطة السياسية وتنشئ منظومة متناحرة لن تكون مؤهلة بأي معنى من المعاني ، فيما لو استمرت على هذا النحو ، للتغلب على كارثة الحوثي ، فقد انشغلت بالنتائج المشوشة والمحبطة التي تضخها هذه القيم إلى الحياة اليومية ، وأفرغت "مقاومة" الكارثة من مضامينها ، تماماً مثلما كانت ثورة سبتمبر قد أفرغت من  محتواها ، وملئت بخراطيم مياه ملوثة ، لا هم لها إلا التلويث وإشاعة الاحباط وإصدار الاتهامات والتبشير بالهزيمة . 
 
اليوم ، ليس أمام منتسبي الشرعية ، جميعاً وبدون استثناء ، سوى أحد خيارين لا ثالث لهما : 
 
إما أن يكونوا بعظمة سبتمبر وعظمة من قاموا بها وضحوا من أجل غاياتها ، وهي الوسيلة الوحيدة لاستعادتها من مغتصبيها .
 
وإما أن يكونوا بحجم ومستوى من أفرغوها وسلموها ، وحينذاك لن يكون الحل سوى ما تقرره الظروف والواقع على الأرض .

 
 
أختيار المحرر
نيوزيلندي يبتلع أثمن بيضات العالم والشرطة تنتظر الحل!
لماذا منع بيل غيتس ابنته من استخدام اسمه في المدرسة؟
دعوات لمساندة مديرة مكتب الثقافة بساحل حضرموت وسط حملات إساءة على مواقع التواصل
إجراءات غريبة جداً تتحدث عنها "ناسا".. ماذا يحدث لرائد الفضاء إذا مات على سطح القمر؟
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
النخب اليمنية السياسية التي بيدها القرار أدمنت الفشل والهروب من المسئولية ، لم تتعلم من تجارب الحياة غير شيء
عبدالله النينو   ظهر عبدالله النينو في صفوف فريق شمسان قبل بروز النونو في أهلي صنعاء، غير أن الآلة
    شهد مقر الاتحاد العام لكرة القدم بصنعاء، إجراء قرعة دوري الدرجة الثانية للموسم الرياضي 2024/2023، بحضور
تحتاج حضرموت قبل ، وأكثر من أي شيء آخر ، إلى تذكيرها بأنها حضرموت التي تميزت دائمًا بتمسكها بقيم الدولة ،
    الديمة… ذلك البيت الصغير الذي كان يُبنى في الأراضي الزراعية عشوائيا لغرض مؤقت، كمكان لحراسة مزرعة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025